ويا إسحاق اقرأ كتابي على البلالي رضي الله عنه فإنه الثقة المأمون، العارف بما يجب عليه، واقرءه على المحمودي عافاه الله فما أحمدنا له لطاعته، فإذا وردت بغداد فاقرءه على الدهقان وكيلنا وثقتنا، والذي يقبض من موالينا وكل من أمكنك من موالينا فأقرئهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخة إنشاء الله ولا يكتم أمر هذا عمن شاهده من موالينا، إلا من شيطان مخالف لكم، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم.
وقد وقعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت، وقد أجبنا سعيدا (1) عن مسألته والحمد لله فما ذا بعد الحق إلا الضلال، فلا تخرجن من البلد حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه، وتسلم عليه، وتعرفه ويعرفك، فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا. فكل ما يحمل إلينا من شئ من النواحي فإليه يصير آخر أمره، ليوصل ذلك إلينا، والحمد لله كثيرا.
سترنا الله وإياكم يا إسحاق بستره وتولاك في جميع أمورك بصنعه، والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا (2).
17 - تاريخ قم: للحسن بن محمد القمي قال: رويت عن مشايخ قم أن الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام كان بقم يشرب الخمر علانية فقصد يوما لحاجة باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان وكيلا في الأوقاف بقم فلم يأذن له ورجع إلى بيته مهموما.
فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج فلما بلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام فلم يأذن له فبكى أحمد لذلك طويلا وتضرع حتى أذن له.