بحديث؟ إنا معاشر الأئمة إذا حملته أمه يسمع الصوت في بطن أمه أربعين يوما فإذا أتى له في بطن أمه أربعة أشهر رفع الله تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه، حتى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة ولا ضارة، وإن قولك لأبي الحسن:
من حجة الدهر والزمان من بعده؟ فالذي حدثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك، فقلت: أنا أول العابدين.
ثم دخل علينا أبو الحسن فقال لي: يا ابن نافع سلم وأذعن له بالطاعة، فروحه روحي وروحي روح رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام وهو بين صبيان فهربوا سواه فقال: علي به فقال له: مالك لا هربت في جملة الصبيان؟ قال: مالي ذنب فأفر منه، ولا الطريق ضيق فأوسعه عليك، سر حيث شئت فقال: من تكون أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال:
ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن أخبار السماوات، فودعه ومضى، وعلى يده باز أشهب يطلب به الصيد.
فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه وشماله لم ير صيدا والباز يثب عن يده فأرسله فطار يطلب الأفق حتى غاب ناظره ساعة، ثم عاد إليه وقد صاد حية فوضع الحية في بيت الطعم، وقال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي.
ثم عاد وابن الرضا عليه السلام في جملة الصبيان فقال: ما عندك من أخبار السماوات؟
فقال: نعم، يا أمير المؤمنين حدثني أبي، عن آبائه عن النبي، عن جبرئيل عن رب العالمين أنه قال: بين السماء والهواء بحر عجاج، يتلاطم به الأمواج، فيه حياة خضر البطون، رقط الظهور، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب، يمتحن به العلماء فقال: صدقت وصدق أبوك وصدق جدك وصدق ربك فأركبه ثم زوجه