فلما أن كان أيام صفر أخذها المقيم المقعد، وجعلت تقوم وتقعد، وتخرج في الأحايين إلى الجبل، وتجسس الاخبار حتى ورد عليها، الخبر (1).
بيان: " أخذها المقيم المقعد " أي الحزن الذي يقيمها ويقعدها.
3 - إكمال الدين: وجدت مثبتا في بعض الكتب المصنفة في التواريخ ولم أسمعه عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال: مات أبو محمد عليه السلام يوم الجمعة مع صلاة الغداة وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتبا كثيرة إلى المدينة وذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون سنة ستين ومائتين للهجرة، ولم يحضره في ذلك الوقت إلا صقيل الجارية، وعقيد الخادم، ومن علم الله غيرهما.
قال عقيد: فدعا بماء قد أغلي بالمصطكي فجئنا به إليه، فقال: أبدأ بالصلاة جيئوني فجئنا به، وبسطنا في حجره المنديل وأخذ من صقيل الماء، فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح على رأسه وقدميه مسحا وصلى صلاة الصبح على فراشه وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه، ويده ترعد، فأخذت صقيل القدح من يده، ومضى من ساعته صلى الله عليه ودفن في داره بسر من رأى إلى جانب أبيه عليه السلام وصار إلى كرامة الله جل جلاله، وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة.
قال: وقال لي ابن عباد: في هذا الحديث: قدمت أم أبي محمد عليه السلام من المدينة واسمها حديث حين اتصل بها الخبر إلى سر من رأى، فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر من مطالبته إياها بميراثه، وسعايته بها إلى السلطان، وكشف ما أمر الله عز وجل بستره.
وادعت عند ذلك صقيل أنها حامل فحملت إلى دار المعتمد فجعلن نساء المعتمد وخدمه ونساء الموفق وخدمه ونساء القاضي ابن أبي الشوارب يتعاهدن أمرها في كل وقت، ويراعونه إلى أن دهمهم أمر الصفار (2) وموت عبيد الله ابن يحيى بن خاقان بغتة، وخروجهم عن سر من رأى، وأمر صاحب الزنج