المعاهد " أي كنت أعهدها خضرة أماكنها المعهودة، والظاهر أنه من قبيل ضربي زيدا قائما أو عهدي مبتدأ وبها خبره، باعتبار المتعلق، وخضرا حال عن المجرور بها " ومألفا " أيضا حال منه أو من المعاهد، ومن للتعليل متعلق بمألفا و " الخفر " بالتحريك شدة الحياء تقول منه رجل خفر بالكسر وجارية خفرة ومتخفره " ليالي " متعلقة بعهدي يغدين أي الليالي والعطرات أي يغدين فيها وأعداه عليه أعانه عليه و " القلى " بالكسر البغض أي ينصرن الوصال على الهجران، ويعدي تدانينا أي يعدينا تدانينا وقربنا أو تعدي الليالي قربنا " على العزبات " أي المفارقات البعيدة من قولهم عزب عني فلان أي بعد وفي بعض النسخ باعجام الأول وإهمال الثاني من الغربة وهو أظهر " وإذهن " عطف على ليالي " يلحظن " أي ينظرن أي العطرات " العيون " أي بالعيون، والمراد عيون الناظرين " وسوافرا " حال والصرف للضرورة و " الوجنة " ما ارتفع من الخدين، و " كل يوم " منصوب ومتعلق بعامل الظرف بعده، و " النشوة " بالفتح السكر.
قوله: " بمحسر " أي بوادي محسر بكسر السين المشددة وهو حد منى إلى جهة عرفة، وفي القاموس يوم جمع يوم عرفة قوله: " ماجر " من الجريرة وهي الجناية أو الجر " من نقص " من للبيان ويحتمل التعليل، والمراد نقض العهود في الإمامة، والشتات التفرق، " ومن دول المستهزئين " أي بالشرع والدين وبأئمة المسلمين، وفي بعض النسخ المستهترين من استهتر أي اتبع هواه فلا يبالي بما يفعل.
قوله: " ومن غدا بهم " عطف على المستهزئين أو الدول أي من صار بهم في الظلمات طالبا للنور، أي يطلبون الهداية منهم، وهذا محال ويحتمل على الثاني أن يكون المراد بهم الأئمة وأتباعهم.
قوله: " بني الزرقاء " قال الطيبي: الزرقة أبغض الألوان إلى العرب لأنه لون أعدائهم الروم، والمراد بهم بنو مروان، فان أمه كانت زرقاء زانية كما روى ابن الجوزي أن الحسين عليه السلام قال لمروان: يا ابن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق