(14) * (باب) * * " (سائر ما جرى بينه عليه السلام وبين المأمون وأمرائه) " * 1 - عيون أخبار الرضا (ع): وجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا علي بن موسى عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه، ولم أرو ذلك عن أحد.
أما بعد فالحمد لله البدئ البديع، القادر القاهر، الرقيب على عباده، المقيت على خلقه، الذي خضع كل شئ لملكه، وذل كل شئ لعزته، واستسلم كل شئ لقدرته، وتواضع كل شئ لسلطانه وعظمته، وأحاط بكل شئ علمه، وأحصاه عدده، فلا يؤوده كبير، ولا يعزب عنه صغير، الذي لا تدركه أبصار الناظرين، ولا تحيط به صفة الواصفين، له الخلق والامر، والمثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.
والحمد لله الذي شرع الاسلام دينا، ففضله وعظمه وشرفه وكرمه، و جعله الدين القيم الذي لا يقبل غيره، والصراط المستقيم الذي لا يضل من لزمه ولا يهتدي من صدف عنه.
وجعل فيه النور والبرهان، والشفا والبيان، وبعث به من اصطفى من ملائكته إلى من اجتبى من رسله، في الأمم الخالية، والقرون الماضية، حتى انتهت رسالته إلى محمد صلى الله عليه وآله فختم به النبيين، وقفى به على آثار المرسلين، وبعثه رحمة للعالمين وبشيرا للمؤمنين المصدقين، ونذيرا للكافرين المكذبين، لتكون له الحجة البالغة وليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.
والحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة، واستودعهم العلم والحكمة