المشفق فاكتب لنفسك ما تثق به من الضمان والأمان، وأكد لنفسك ما تكون به مطمئنا.
فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع عليه العلماء وأتى به المأمون فقرأه و أعطاه المأمون كلما أحب، وكتب له بخطه كتاب الحبوة: إني قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع والسلطان، وبسط له من الدنيا أمله، فقال ذو الرئاستين: يا أمير المؤمنين يجب أن يكون خط أبي الحسن في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت، فإنه ولي عهدك. فقال المأمون: قد علمت أن أبا الحسن عليه السلام قد شرط علينا أن لا يعمل من ذلك شيئا ولا يحدث حدثا. فلا نسأله ما يكرهه، فاسأله أنت فإنه لا يأبى عليك في هذا.
فجاء واستأذن على أبي الحسن عليه السلام قال ياسر: فقال لنا الرضا عليه السلام: قوموا فتنحوا فتنحينا، فدخل فوقف بين يديه ساعة، فرفع أبو الحسن عليه السلام رأسه إليه فقال له: ما حاجتك يا فضل؟ قال: يا سيدي هذا ما كتبه لي أمير المؤمنين وأنت أولى أن تعطينا مثل ما أعطى أمير المؤمنين إذ كنت ولي عهد المسلمين.
فقال له الرضا عليه السلام اقرأه، وكان كتابا في أكبر جلد، فلم يزل قائما حتى قرأه فلما فرغ قال له أبو الحسن عليه السلام: يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت الله عز وجل، قال ياسر: فنقض عليه أمره في كلمة واحدة فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا عليه السلام.
فلما كان بعد ذلك بأيام ونحن في بعض المنازل، ورد على ذي الرئاستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل أني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم ووجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار، وأرى أن تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين الحمام في هذا اليوم، فتحتجم فيه، وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك، فبعث الفضل إلى المأمون وكتب إليه بذلك وسأله أن يدخل الحمام معه ويسأل أبا الحسن عليه السلام أيضا ذلك، فكتب المأمون إلى الرضا عليه السلام رقعة في ذلك وسأله، فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام: لست بداخل