ليس هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله في أول أمره إنما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به فقد خصهم به دون الناس، وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي وتقولون إنه إنما يمنع علي بن موسى أن يخبر أن أباه حي تقية فإني لا أتقيكم في أن أقول إني إمام، فكيف أتقيكم في أن أدعي أنه حي لو كان حيا (1).
بيان: " نزع بها " أي نزع الشك بها، ولعله كان " برع " أي فاق، قوله قد أتانا ما نطلب أي من الدلالة والمعجزة، ولما علقوا ذلك على الاظهار، قال عليه السلام قد أظهرت ذلك الآن وليس الاظهار بأن أذهب إلى هارون وأقول له ذلك، ويحتمل أن يكون المعنى قد أتانا ما نطلب من القدح في إمامتك لترك التقية بالجواب أني لم أترك ما يلزم من التقية في ذلك، والأول أظهر.
6 - مناقب ابن شهرآشوب: صفوان بن يحيى قال: لما مضى أبو الحسن موسى عليه السلام وتكلم الرضا خفنا عليه من ذلك، وقلنا له: إنك قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك من هذا الطاغي، فقال عليه السلام: يجهد جهده فلا سبيل له علي.
حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون من المسجد الحرام مرتان وخرج الرضا عليه السلام مرتان، فقال الرضا عليه السلام: ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس ستجمعني وإياه (2).
7 - الكافي: الحسين بن أحمد بن هلال، عن أبيه، عن محمد بن سنان قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام في أيام هارون: إنك قد شهرت نفسك بهذا الامر، وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم؟ قال: جرأني على هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن أخذ أبو جهل من رأسي شعره فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بامام (3).