قال الجعفري: فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر وقع في يدي هارون فلما قرأه قال: الناس يحملوني على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به (1).
ايضاح: وصية النفس بالتقوى، توطين النفس عليها قبل أمر الغير بها، فإنها وصية الله إشارة إلى قوله تعالى: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " (2) من تحننك أي بلغني إظهار محبتك لي، وترحمك علي مع عدم نصرتك لي، وقيل أي محبتك للإمامة مع أنك مخذول، ولا يخفى ما فيه، للرضا أي لمن هو مرضي من آل محمد يجتمعون عليه ويرتضونه، لا لنفسي، ويحتمل أن يريد نفسه، أو المعنى للعمل بما يرضى به آل محمد.
وقد احتجبتها لعل فيه حذفا وايصالا أي احتجبت بها، والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضاها من الإجابة إلى البيعة، أو للبيعة بقرينة المقام، أو للدعوة أي إجابتها، أو المعنى شاورت الناس في الدعوى فاحتجبت عن مشاورتي، ولم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني، واحتجبها أبوك أي عند دعوة محمد بن عبد الله، وقديما ظرف لقوله ادعيتم.
قوله: فاستهويتم أي ذهبتم بأهواء الناس وعقولهم، ما حذرك الله إشارة إلى قوله تعالى " ويحذركم الله نفسه " (3).
قوله من موسى بن عبد الله: في بعض النسخ عبدي الله وهو الأظهر بأن يكون عليه السلام ذكر في الكتاب انتسابه إلى الولد الأكبر أيضا علي بن أبي طالب عليه السلام فقوله: مشتركين: على صيغة الجمع وفي بعض النسخ أبي عبد الله والمراد ما ذكرنا أيضا، وكذا على نسخة عبد الله أيضا بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر عليه السلام.