فأخرجهم إلى السوق وكان أسماء بن خارجة الفزاري ممن سعى في قتل مسلم بن عقيل رحمه الله فقال المختار: أما ورب السماء ورب الضياء والظلماء، لتنزلن نار من السماء دهماء حمراء سحماء، تحرق دار أسماء، فبلغ كلامه إليه فقال: سجع أبو إسحاق، وليس ههنا مقام بعد هذا، وخرج من داره هاربا إلى البادية فهدم داره ودور بني عمه وكان الشمر بن ذي الجوشن قد أخذ من الإبل التي كانت تحت رحل الحسين عليه السلام فنحرها وقسم لحمها على قوم من أهل الكوفة فأمر المختار فأحصوا كل دار دخلها ذلك اللحم، فقتل أهلها وهدمها، ولم يزل المختار يتبع قتلة الحسين عليه السلام حتى قتل خلقا كثيرا، وهزم الباقين، فهدم دورهم وأنزلهم من المعاقل والحصون إلى المفاوز والصحون، قال: وقتلت العبيد مواليها وجاؤا إلى المختار فعتقهم، وكان العبد يسعى بمولاه فيقتله المختار حتى أن العبد يقول لسيد: احملني على عنقك فيحمله، ويدلي رجليه على صدره إهانة له ولخوفه من سعايته به إلى المختار فيالها منقبة حازها، ومثوبة أحرزها فقد سر النبي بفعله، وإدخاله الفرح على عترته وأهله، وقد قلت هذه الأبيات مع كلال الخاطر، وقذى الناظر:
سر النبي بأخذ الثأر من عصب * باؤوا بقتل الحسين الطاهر الشيم قوم غذوا بلبان البغض ويحهم * للمرتضى وبنيه سادة الأمم حاز الفخار الفتى المختار إذ قعدت * عن نصره سائر الاعراب والعجم جادته من رحمة الجبار سارية * تهمي على قبره منهلة الديم المرتبة الرابعة في ذكر مقتل عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد ومن تابعه وكيفية قتالهم والنصر عليهم فلما خلا خاطره، وانجلى ناظره، اهتم بعمر بن سعد وابنه حفص، حدث عمر بن الهيثم قال: كنت جالسا عن يمين المختار والهيثم بن الأسود (1) عن يساره فقال: والله لأقتلن رجلا عظيم القدمين، غائر العينين، مشرف الحاجبين، يهمر