وجدك في أيديهما رايات الكفار، ثم جعل علي بن الحسين عليهما السلام يقول:
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم؟
بعترتي وبأهلي عند مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ثم قال علي بن الحسين: ويلك يا يزيد! إنك لو تدري ماذا صنعت؟ وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي إذا لهربت في الجبال، وافترشت الرماد، ودعوت بالويل والثبور، أن يكون رأس أبي الحسين بن فاطمة وعلي منصوبا على باب مدينتكم وهو وديعة رسول الله فيكم، فأبشر بالخزي والندامة غدا إذا جمع الناس ليوم القيامة وقال المفيد: ثم دعا بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه فرأى هيئة قبيحة فقال: قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا فقالت فاطمة بنت الحسين: ولما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية يعنيني وكنت جارية وضيئة فأرعدت وظننت أن ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون وفي رواية السيد قلت: أوتمت وأستخدم؟ فقالت عمتي للشامي: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له، فغضب يزيد وقال: كذبت والله إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت، قالت: كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا، وتدين بغيرها، فاستطار يزيد غضبا وقال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك، قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وأبوك وجدك إن كنت مسلما، قال: كذبت يا عدوة الله، قالت له:
أنت أمير تشتم ظالما وتقهر لسلطانك، فكأنه استحيا وسكت، وعاد الشامي فقال:
هب لي هذه الجارية فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا (1)