أنه يخرج منهم رجل يقال له محمد يدعي النبوة فيزيل دولة ملوك الأعاجم ويفنيها فأقتلهم حتى لا يكون منهم ذلك الرجل، فقال نزار: لئن كان ما وجدته في كتب الكذابين فما أولاك أن تقتل البراء غير المذنبين وإن كان ذلك من قول الصادقين فان الله سيحفظ ذلك الأصل الذي يخرج منه هذا الرجل ولن تقدر على إبطاله ويجري قضاءه وينفذ أمره ولو لم يبق من جميع العرب إلا واحد، فقال سابور:
صدقت هذا نزار يعني بالفارسية المهزول كفوا عن العرب، فكفوا عنهم، ولكن يا حجاج إن الله قد قضى أن أقتل منكم ثلاثمائة ألف وثلاثة وثمانين ألف رجل فإن شئت فتعاط قتلي وإن شئت فلا تتعاط فان الله إما أن يمنعك عني وإما أن يحييني بعد قتلك، فان قول رسول الله حق لا مرية فيه.
فقال للسياف: اضرب عنقه فقال المختار: إن هذا لن يقدر على ذلك وكنت أحب أن تكون أنت المتولي لما تأمره فكان يسلط عليك أفعى كما سلط على هذا الأول عقربا، فلما هم السياف أن يضرب عنقه إذا برجل من خواص عبد الملك ابن مروان قد دخل فصاح بالسياف كف عنه، ومعه كتاب من عبد الملك بن مروان فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا حجاج بن يوسف فإنه قد سقط إلينا طير عليه رقعة أنك أخذت المختار بن أبي عبيد تريد قتله، تزعم أنه حكى عن رسول الله فيه أنه سيقتل من أنصار بني أمية ثلاثمائة وثلاثة وثمانين ألف رجل، فإذا أتاك كتابي هذا فخل عنه، ولا تعرض له إلا بسبيل خير فإنه زوج ظئر ابني الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقد كلمني فيه الوليد وإن الذي حكى إن كان باطلا فلا معنى لقتل رجل مسلم بخبر باطل، وإن كان حقا فإنك لا تقدر على تكذيب قول رسول الله، فخلى عنه الحجاج.
فجعل المختار يقول: سأفعل كذا، وأخرج وقت كذا وأقتل من الناس كذا وهؤلاء صاغرون يعني بني أمية، فبلغ ذلك الحجاج فاخذ وانزل وأمر بضرب العنق فقال المختار: إنك لا تقدر على ذلك فلا تتعاط ردا على الله، وكان في ذلك إذ سقط عليه طائر آخر عليه كتاب من عبد الملك بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم يا حجاج لا تعرض للمختار فإنه زوج مرضعة ابني الوليد، ولئن كان حقا فستمنع من قتله