وطلب المختار شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية فسعى به إلى أبي عمرة فخرج إليه مع نفر من أصحابه فقاتلهم قتالا شديدا فأثخنته الجراحة، فأخذه أبو عمرة أسيرا وبعث به إلى المختار فضرب (1) عنقه وأغلى له دهنا في قدر فقذفه فيها فتفسخ، ووطئ مولى لآل حارثة بن مضرب وجهه ورأسه، ولم يزل المختار يتتبع قتلة الحسين وأهله حتى قتل منهم خلقا كثيرا، وهرب الباقون فهدم دورهم، وقتلت العبيد مواليهم الذين قاتلوا الحسين عليه السلام، وأتو المختار فأعتقهم ايضاح: ردى الفرس بالفتح يردي رديا إذا رجم الأرض رجما بين العدو والمشي الشديد، قوله تعادى من العداوة أو من العدو، والأخير أظهر قوله لتثأر أي لتطلب الثأر بدم الحسين عليه السلام وقال الفيروزآبادي: سرقت مفاصله كفرح ضعف وفي بعض النسخ بالشين من الشرق بمعنى الشق، أو من قولهم شرق الدم بجسده شرقا إذا ظهر ولم يسل، وعرب كفرح: ورم وتقيح، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة، من قولهم غرب كفرح اسود، وقال الجوهري: يقال: أزم الرجل بصاحبه إذا لزمه عن أبي زيد وأزمه أيضا أي عضه والحمام اسم موضع خارج الكوفة وقال الجوهري: القوصرة بالتشديد هذا الذي يكنز فيه التمر من البواري أقول: قد مضى ذم المختار في باب مصالحة الحسن عليه السلام (2).
3 - بصائر الدرجات: أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب قال: حدث أبو جعفر أن علي بن دراج حدثه أن المختار استعمله على بعض عمله وأن المختار أخذه فحبسه وطلب منه مالا حتى إذا كان يوما من الأيام دعاه هو وبشر بن غالب فهددهما بالقتل، فقال له بشر بن غالب وكان رجلا متنكرا: والله ما تقدر على قتلنا قال: لم ومم ذلك ثكلتك أمك وأنتما أسيران في يدي؟ قال: لأنه جاءنا في الحديث أنك تقتلنا حين تظهر على دمشق فتقتلنا على درجها، قال له المختار: صدقت قد جاء هذا. قال: فلما قتل المختار خرجا من محبسهما