قلت الحسين؟ فقال لي حقا لقد سكن التراب * ثم استقل به الجناح فلم يطق رد الجواب فبكيت مما حل بي بعد الدعاء المستجاب قال محمد بن علي: فنعتته لأهل المدينة فقالوا: قد جاءتنا بسحر عبد المطلب فما كان بأسرع أن جاءهم الخبر بقتل الحسين بن علي عليهما السلام بيان: نعب الغراب أي صاح 20 - وقال في الكتاب المذكور: روي أنه لما حمل رأسه إلى الشام جن عليهم الليل فنزلوا عند رجل من اليهود، فلما شربوا وسكروا قالوا: عندنا رأس الحسين عليه السلام فقال: أروه لي فأروه، وهو في الصندوق يسطع منه النور نحو السماء فتعجب منه اليهودي فاستودعه منهم وقال للرأس: اشفع لي عند جدك فأنطق الله الرأس فقال: إنما شفاعتي للمحمديين، ولست بمحمدي، فجمع اليهودي أقرباءه ثم أخذ الرأس ووضعه في طست وصب عليه ماء الورد، وطرح فيه الكافور والمسك والعنبر ثم قال لأولاده وأقربائه: هذا رأس ابن بنت محمد عليه السلام ثم قال: يا لهفاه حيث لم أجد جدك محمدا صلى الله عليه وآله فأسلم على يديه، يا لهفاه حيث لم أجدك حيا فأسلم على يديك وأقاتل بين يديك، فلو أسلمت الآن أتشفع لي يوم القيامة؟ فأنطق الله الرأس فقال بلسان فصيح: إن أسلمت فأنا لك شفيع، قاله ثلاث مرات وسكت فأسلم الرجل وأقرباؤه ولعل هذا اليهودي كان راهب قنسرين لأنه أسلم بسبب رأس الحسين عليه السلام وجاء ذكره في الاشعار وأورده الجوهري الجرجاني في مرثية الحسين عليه السلام (1) 21 - كامل الزيارة: ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عبد الله الأصم، عن الحسين، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما قتل الحسين عليه السلام سمع أهلنا قائلا بالمدينة يقول: اليوم نزل البلاء على هذه الأمة، فلا يرون فرحا حتى يقوم قائمكم فيشفي صدوركم، ويقتل عدوكم، وينال بالوتر أوتارا، ففزعوا منه وقالوا: إن لهذا القول لحادثا قد حدث ما نعرفه، فأتاهم بعد ذلك خبر الحسين
(١٧٢)