زحر بن قيس ودفع إليه رؤوس أصحابه، وسرحه إلى يزيد بن معاوية، وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة حتى وردوا بها على يزيد بدمشق (1) وقال صاحب المناقب: روى أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن ابن لهيعة، عن ابن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام، بعث برأسه إلى يزيد فنزلوا في أول مرحلة فجعلوا يشربون ويتبجحون بالرأس فيما بينهم، فخرجت عليهم كف من الحائط، معها قلم من حديد فكتبت أسطرا بدم:
أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب وقال صاحب الكامل وصاحب المناقب وابن نما: ذكر أبو مخنف أن عمر بن سعد لما دفع الرأس إلى خولي الأصبحي لعنهما الله ليحمله إلى ابن زياد عليه اللعنة أقبل به خولي ليلا فوجد باب القصر مغلقا فأتى به منزله وله امرأتان امرأة من بني أسد، وأخرى حضرمية يقال لها النوار فآوى إلى فراشها فقالت له: ما الخبر؟
فقال: جئتك بالذهب هذا رأس الحسين معك في الدار فقالت: ويلك جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت برأس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة أبدا قالت: فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار، ودعا الأسدية فأدخلها عليه فما زالت والله أنظر إلى نور مثل العمود يسطع من الإجانة التي فيها رأس الحسين عليه السلام إلى السماء ورأيت طيورا بيضا ترفرف حولها وحول الرأس (2) وقال صاحب المناقب والسيد واللفظ لصاحب المناقب: روى ابن لهيعة وغيره حديثا أخذنا منه موضع الحاجة، قال: كنت أطوف بالبيت فإذا أنا برجل يقول:
اللهم اغفر لي وما أراك فاعلا، فقلت له: يا عبد الله اتق الله ولا تقل مثل هذا فان ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمطار، وورق الأشجار، فاستغفرت الله غفرها لك فإنه غفور رحيم، قال: فقال لي: تعال حتى أخبرك بقصتي، فأتيته