يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى إذا أخذت السيوف مآخذها من هام القوم، جعلوا يهربون إلى غير وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر لواذا كما لاذ الحمام من الصقر، فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر جزور، أو نومة قائل، حتى أتينا على آخرهم، فها! تيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مرملة وخدودهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم الرخم و العقبان (1) فأطرق يزيد هنيئة ثم رفع رأسه وقال: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو كنت صاحبه لعفوت عنه ثم إن عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليه السلام أمر فتيانه وصبيانه ونساءه فجهزوا وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل في عنقه ثم سرح بهم في أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العايذي وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس ولم يكن علي بن الحسين يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة واحدة حتى بلغوا، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع مخفر بن ثعلبة صوته فقال:
هذا مخفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين بالفجرة اللئام، فأجاب علي بن الحسين:
" ما ولدت أم مخفر أشر وألام " (2) وزاد في المناقب " ولكن قبح الله ابن مرجانة " قال في المناقب: وكان عبد الرحمان بن الحكم قاعدا في مجلس يزيد (فقال:) لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي النسب الوغل سمية أمسى نسلها عدد الحصا * وبنت رسول الله ليست بذي نسل