قال: إنا لله وإنا إليه راجعون قتل والله الحسين، فلما دخلت على عمرو بن سعيد قال: ما وراك؟ فقلت: ما سر الأمير قتل الحسين بن علي فقال: اخرج فناد بقتله فناديت، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين ابن علي حين سمعوا النداء بقتله ثم دخلت على عمرو بن سعيد فلما رآني تبسم إلي ضاحكا ثم أنشأ متمثلا بقول عمرو بن معدي كرب:
عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب ثم قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان، ثم صعد المنبر فأعلم الناس بقتل الحسين عليه السلام ودعا ليزيد ونزل (1) وقال صاحب المناقب: قال في خطبته: إنها لدمة بلدمة وصدمة بصدمة، كم خطبة بعد خطبة، وموعظة بعد موعظة، حكمة بالغة فما تغني النذر، والله لوددت أن رأسه في بدنه، وروحه في جسده أحيانا كان يسبنا ونمدحه، ويقطعنا ونصله كعادتنا وعادته ولم يكن من أمره ما كان، ولكن كيف نصنع بمن سل سيفه يريد قتلنا إلا أن ندفعه عن أنفسنا (2) فقام عبد الله بن السائب فقال: لو كانت فاطمة حية فرأت رأس الحسين لبكت عليه، فجبهه عمرو بن سعيد وقال: نحن أحق بفاطمة منك أبوها عمنا، وزوجها أخونا، وابنها ابننا، لو كانت فاطمة حية لبكت عينها، وحرت كبدها، وما لامت من قتله، ودفعه عن نفسه ثم قال المفيد: فدخل بعض موالي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فنعى إليه ابنيه فاسترجع، فقال أبو السلاسل (3) مولى عبد الله: هذا ما لقينا من الحسين بن علي فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله ثم قال: يا ابن اللخناء! أللحسين تقول هذا؟