بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٣١٥
عليه وآله يحرضهم (1) ويقول: أنعطي الدنية في ديننا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفرجوا عني، أتريدون أن أغدر بذمتي؟! - وفي رواية أخرى: أخرجوه عني، أتريد أن أخفر ذمتي ولا أفي لهم بما كتبت لهم -، خذ - يا سهيل! - ابنك جندلا، فأخذه فشده وثاقا في الحديد، ثم جعل الله عاقبة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الخير والرشد والهدى والعزة والفضل.
وهو صاحب يوم غدير خم إذ قال هو وصاحبه حين نصبني رسول الله صلى الله عليه وآله لولايتي، فقال: ما يألو أن ترفع (2) خسيسته، وقال الآخر: ما يألو رفعا بضبع ابن عمه، وقال لصاحبه - وأنا منصوب -: إن هذه لهي الكرامة، فقطب صاحبه في وجهه، وقال: لا والله، ما أسمع ولا أطيع أبدا، ثم اتكأ عليه ثم تمطى وانصرفا، فأنزل الله فيه: * (فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى) * (3) وعيدا من الله له (4).
وهو الذي دخل علي مع (5) رسول الله صلى الله عليه وآله يعودني في رهط من أصحابه حين غمزه صاحبه، فقال: يا رسول الله (ص) إنك قد كنت عهدت إلينا في علي عهدا وإني لأراه لما به، فإن هلك فإلى من؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلس... فأعادها ثلاث مرات، فأقبل عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنه لا يموت في مرضه هذا، ولا يموت حتى تملياه غيظا وتوسعاه غدرا وظلما، ثم تجداه صابرا قواما، ولا يموت حتى يلقى منكما هنات وهنات، ولا يموت إلا شهيدا مقتولا.
وأعظم من ذلك كله أن رسول الله صلى الله عليه وآله جمع ثمانين رجلا،

(١) في كتاب سليم: يحضضهم.
(٢) في المصدر: إن يرفع..
(٣) القيامة: ٣٠ - 34.
(4) في المصدر هنا زيادة: وانتهارا.
(5) لا توجد: مع، في (ك). وجاء في المصدر: دخل على علي مع..
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691