بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣١٩
فإن فيها:
وا لهفتاه! (1) ليتني مت قبل ذلتي، ودون هينتي، عذيري الله منك عاديا، ومنك حاميا..
العذير: بمعنى العاذر (2) كالسميع، أو بمعنى العذر (3) كالأليم.
وقولها: منك.. أي من أجل الإساءة إليك وإيذائك.
وعذيري الله.. مرفوعان بالابتدائية والخبرية.
وعاديا.. إما من قوله: عدوت فلانا عن الامر.. أي صرفته عنه (4)، أو من العدوان بمعنى تجاوز الحد (5)، وهو حال من ضمير المخاطب.. أي الله يقيم العذر من قبل في إساءتي إليك حال صرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حال تجاوزك الحد في القعود عن نصري.. أي عذري في سوء الأدب أنك قصرت في إعانتي والذب عني، والحماية عن الرجل: الدفع عنه (6)، ويحتمل أن يكون عذيري منصوبا - كما هو الشايع في هذه الكلمة -، و (الله) مجرورا بالقسم، يقال: عذيرك من فلان.. أي هات من يعذرك فيه، ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام حين نظر إلى ابن ملجم لعنة الله: عذيرك من خليلك من مراد... (7)،

(١) لهف - كفرح -: حزن وتحسر.. ويا لهفه: كلمة يتحسر بها على فائت.. قاله في القاموس المحيط ٣ / ١٩٧، ومثله في الصحاح ٤ / ١٤٢٨ - ١٤٢٩.
(٢) كما في النهاية ٣ / ١٩٧.
(٣) قاله في الصحاح ٢ / ٧٤١.
(٤) نص عليه في مجمع البحرين ١ / ٢٨٦، والقاموس ٤ / ٣٦٠.
(٥) كذا جاء في المصباح المنير ٢ / ٥٣، ومجمع البحرين ١ / ٢٨٣، وغيرهما.
(٦) قاله في الصحاح ٦ / ٢٣١٩، ولسان العرب ١٤ / ١٩٨.
(٧) ذكره في النهاية ٣ / ١٩٧، وتاج العروس ٣ / ٣٨٦ وغيرهما، وقد جاء في حاشية (ك) تعليقة غير معلمة، ولعل محلها هنا وهي:
قول الشاعر:
أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد يقول: أريد الاحسان إليه ويريده [كذا] ضده إلي، ثم رجع عن الغيبة إلى الخطاب، فقال:
من يعذرك فيما تذم من خليلك الذي هو من مراد، وهو أبو قبيلة من اليمن، وهو مراد من مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وكان اسمه: حابر، فتمرد فيسمى: مراد!.
مما أفاد الميداني في كتاب الهادي للشادي أقول: الأبيات لعمر بن معدي كرب، كما قاله الزمخشري في أساس البلاغة: ٢٩٥، وجاء البيت في الارشاد للشيخ المفيد: ٦ هكذا:
أريد حباءه ويريد قتلي.... إلى آخره.
وحكاه عنه في بحار الأنوار ٤٢ / 193، وله بيان هناك صفحه: 194، وأورده في كشف الغمة 128 [1 / 581] إلا أنه عكس صدر البيت إلى ذيله. وجاء هكذا:
عذيري من خليلي من مراد * أريد حباءه ويريد قتلي
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650