فإن فيها:
وا لهفتاه! (1) ليتني مت قبل ذلتي، ودون هينتي، عذيري الله منك عاديا، ومنك حاميا..
العذير: بمعنى العاذر (2) كالسميع، أو بمعنى العذر (3) كالأليم.
وقولها: منك.. أي من أجل الإساءة إليك وإيذائك.
وعذيري الله.. مرفوعان بالابتدائية والخبرية.
وعاديا.. إما من قوله: عدوت فلانا عن الامر.. أي صرفته عنه (4)، أو من العدوان بمعنى تجاوز الحد (5)، وهو حال من ضمير المخاطب.. أي الله يقيم العذر من قبل في إساءتي إليك حال صرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حال تجاوزك الحد في القعود عن نصري.. أي عذري في سوء الأدب أنك قصرت في إعانتي والذب عني، والحماية عن الرجل: الدفع عنه (6)، ويحتمل أن يكون عذيري منصوبا - كما هو الشايع في هذه الكلمة -، و (الله) مجرورا بالقسم، يقال: عذيرك من فلان.. أي هات من يعذرك فيه، ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام حين نظر إلى ابن ملجم لعنة الله: عذيرك من خليلك من مراد... (7)،