بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٣٠
فغضبت فاطمة فهجرته، فلم تزل بذلك حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر إلا ليالي.
وكانت تسأله أن يقسم لها نصيبها مما أفاء الله على رسوله من خيبر وفدك (1)، ومن صدقته بالمدينة.
فقال أبو بكر: لست بالذي أقسم من ذلك (2)، ولست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به فيها إلا عملته، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ.
ثم فعل ذلك عمر، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس، وأمسك خيبر وفدك، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه (3) ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر.
قال: فهما على ذلك إلى اليوم.
وقال في جامع الأصول: أخرجه مسلم، ولم يخرج منه (4) البخاري (5) إلا قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا نورث، ما تركناه صدقة. ولقلة ما أخرج منه لم تعلم (6) له علامة، وأخرج أبو داود نحو مسلم، انتهى.
تبيين (7): إعلم أن المخالفين في صحاحهم رووا أخبارا كثيرة: في أن من خالف الامام، وخرج من طاعته، وفارق الجماعة، ولم يعرف امام زمانه مات

(١) لا يوجد في المصدر: وفدك.
(٢) في المصدر: من ذلك شيئا.
(٣) في جامع الأصول: لحقوقه التي تعروه.
(٤) في المصدر: البخاري منه.
(٥) صحيح البخاري ٨ / ١٨٥، جامع الأصول ٩ / ٦٣٧، وصحيح مسلم ١ / ٦، وانظر جملة من مصادر الحديث في الغدير ٧ / 228.
(6) في المصدر: لم نعلم.
(7) خ. ل: تنبيه، في (ك).
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650