بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٤٣
طالب! هل (1) نازعه أحد ففلج عليه؟!.
فقال له عمر: أبيت أن تقول إلا هكذا، فأنت ابن من لم يكن مقداما في الحروب، ولا سخيا في الجدوب، سبحان الله! ما أهلع فؤادك، وأصغر نفسك [قد صفيت] (2) لك سجالا لتشربها، فأبيت إلا أن تظمأ كظمائك، وأنخت لك رقاب العرب، وثبت لك امارة (3) أهل الإشارة والتدبير، ولولا ذلك لكان ابن أبي طالب قد صير عظامك رميما، فاحمد الله على ما قد وهب لك مني، واشكره على ذلك، فإنه من رقى منبر رسول الله كان حقيقا عليه أن يحدث لله شكرا.
وهذا علي بن أبي طالب الصخرة الصماء التي لا ينفجر ماؤها إلا بعد كسرها، والحية الرقشاء التي لا تجيب إلا بالرقى (4)، والشجرة المرة التي لو طليت بالعسل لم تنبت إلا مرا، قتل سادات قريش فأبادهم، وألزم آخرهم العار ففضحهم.
فطب نفسا (5)، ولا تغرنك صواعقه، ولا تهولنك رواعده (6)، فإني أسد بابه قبل أن يسد بابك.
فقال (7) أبو بكر: ناشدتك الله يا عمر لما تركتني (8) من أغاليطك وتر بيدك، فوالله لم هم (9) بقتلي وقتلك لقتلنا بشماله دون يمينه، ما (10) ينجينا منه إلا (11) ثلاث

(1) في المصدر: أهل.
(2) في مطبوع البحار: صفت، والمثبت من المصدر.
(3) خ. ل: إشارة، ولم يرد في المصدر لفظ: امارة أهل.
(4) في نسخة: لا تؤثر فيه الرقي.
(5) خ. ل: من نفسك، وفي المصدر: عن نفسك نفسا.
(6) في المصدر: رواعده وبوارقه.
(7) في المصدر: فقال له.
(8) في المصدر: أن تتركني.
(9) في المصدر: لوهم ابن أبي طالب.
(10) في المصدر: وما.
(11) في المصدر: إلا إحدى.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650