بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ١٤١
تذكرون أحقاد بدر وثارات أحد.
أما والله لو قلت ما سبق من الله فيكم لتداخلت أضلاعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوارة الرحى، فان نطقت تقولون حسد (1)، وإن سكت فيقال جزع ابن أبي طالب (2) من الموت، هيهات هيهات.
أنا (3) الساعة يقال لي هذا، وأنا الموت المميت، خواض المنيات (4) في جوف ليل خامد (5)، حامل السيفين الثقيلين، والرمحين الطويلين، ومكسر (6) الرايات في غطامط الغمرات، ومفرج الكربات عن وجه خيرة البريات (7)، ايهنوا (8) فوالله لابن أبي طالب انس بالموت من الطفل إلى محالب أمه، هبلتكم الهوابل!.
لو بحت بما أنزل الله فيكم في كتابه (9) لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة، ولخرجتم من بيوتكم هاربين، وعلى وجوهكم هائمين، ولكني أهون وجدي حتى ألقى ربي بيد جذاء صفراء من لذاتكم، خلوا من طحناتكم.
فما مثل دنياكم عندي إلا كمثل غيم علا فاستعلى، ثم استغلظ فاستوى، ثم تمزق فانجلى.

(1) في المصدر: يقولون حسدا.
(2) في المصدر: فيقال ابن أبي طالب جزع.
(3) لا يوجد في المصدر: أنا.
(4) في المصد ر: المميت المائت وخواض المنايا.
(5) في المصدر: ليل حالك، وكذا في نسخة على حاشية المطبوع من البحار.
(6) في المصدر: ومنكس.
(7) في المصدر: خير البريات.
(8) هذه الكلمة فعل أمر من وهن يوهن كوجل يوجل: إذا ضعف في العمل أو الامر، أي: كونوا ضعفاء لأنكم خفتم من الموت في سبيل الحق وصار الامر إلى ما رأيتم، ويأتي من المصنف قدس سره أنه جمع أيها إن لم يكن تصحيفا.
(9) في المصدر: الله سبحانه في كتابه فيكم.
(١٤١)
مفاتيح البحث: الموت (4)، السكوت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650