يعبدونني بإيمان أن لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله، فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الامر بعد محمد بالعلم ونحن هم، فاسألونا فإن صدقناكم فأقر وأومأ أنتم بفاعلين.
أما علمنا فظاهر، وأما إبان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف فإن له أجلا من ممر الليالي والأيام إذا أتى ظهر الدين وكان الامر واحدا، وأيم الله لقد قضي الامر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم الله شهداء على الناس، ليشهد محمد صلى الله عليه آله علينا، ولنشهد نحن على شيعتنا، ولتشهد شيعتنا على الناس، أبى الله أن يكون في حكمه اختلاف، أو بين أهل علمه تناقض.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ففضل إيمان المؤمن بحمله إنا أنزلناه وبتفسيرها، على من ليس مثله في الايمان بها كفضل الانسان على البهائم، وإن الله تعالى ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا أعلم في هذا الزمان جهادا إلا الحج والعمرة والجوار. (1) 64 - الكافي: محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش (2) عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: بينا أبي عليه السلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل إلي فكنا ثلاثة، فقال:
مرحبا يا بن رسول الله، ثم وضع يده على رأسي وقال: بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه، يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني، وإن شئت فأخبرتك، وإن شئت سلني، وإن شئت سألتك. وإن شئت فأصدقني وإن شئت صدقتك، قال: كل ذلك أشاء.
قال: فإياك أن ينطق لسانك عند مسئلتي بأمر تضمر لي غيره، قال: إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه، وإن الله عز وجل أبى أن يكون له