بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٧١
عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال لي أبي محمد بن علي: قرأ علي بن أبي طالب عليه السلام " إنا أنزلناه في ليلة القدر " وعنده الحسن والحسين عليهما السلام، فقال له الحسين عليه السلام يا أبتا كأن بها من فيك حلاوة؟ فقال له يا بن رسول الله وابني إني أعلم فيها ما لم تعلم إنها لما نزلت بعث إلي جدك رسول الله فقرأها علي ثم ضرب على كتفي الأيمن وقال: يا أخي ووصيي ووالي أمتي (1) بعدي وحرب أعدائي إلى يوم يبعثون هذه السورة لك من بعدي، ولولدك من بعدك إن جبرئيل أخي من الملائكة حدث إلي أحداث أمتي في سنتها، وإنه ليحدث ذلك إليك كأحداث النبوة، ولها نور ساطع في قلبك وقلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم (2) عليه السلام.
61 - وروي عن أبي جعفر الثاني قال: كان (3) علي عليه السلام يقول: ما اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرأ " إنا أنزلناه في ليلة القدر " بتخشع وبكاء إلا ويقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة؟ فيقول لهما رسول الله صلى الله عليه وآله: لما رأت عيني ووعاه قلبي، ولما يلقى قلب هذا من بعدي، فيقولان وما الذي رأيت؟ وما الذي يلقى؟
فيكتب لهما في التراب " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " قال: ثم يقول لهما هل بقي شئ بعد قوله: " من كل أمر "؟ فيقولان: لا، فيقول فهل تعلمان من المنزل إليه ذلك الامر؟ فيقولان: أنت يا رسول الله؟ فيقول:
نعم، فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ وهل ينزل ذلك الامر فيها؟ فيقولان نعم فيقول فإلى من؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله برأسي ويقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي، قال: وإنهما كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من شدة ما يداخلهما من الرعب (4).
62 - وروى بهذا الاسناد عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: يا معشر الشيعة خاصموا

(١) في المصدر وولى أمتي بعدى.
(٢) كنز الفوائد: ٣٩٦.
(٣) في المصدر: وعن أبي عبد الله عليه السلام كان علي عليه السلام كثيرا ما يقول.
(٤) كنز الفوائد: ٣٩٦.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364