بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٧
فأي بشر كان مثل آدم فيما سابقت به الاخبار، وعرفتنا كتبك في عطاياك؟
أسجدت له ملائكتك، وعرفته ما حجبت عنهم من علمك (1)، إذ تناهت (2) به قدرتك وتمت فيه مشيتك، دعاك بما أكننت فيه فأجبته إجابة القبول، فلما أذنت اللهم في انتقال محمد صلى الله عليه وآله من صلب آدم ألفت بينه وبين زوج خلقتها له سكنا، ووصلت لهما به سببا، فنقلته من بينهما إلى شيث اختيارا له بعلمك فإنه بشر كان اختصاصه برسالتك.
ثم نقلته إلى أنوش فكان خلف أبيه في قبول كرامتك واحتمال رسالاتك، ثم قدرت المنقول إليه قينان (3) وألحقته في الحظوة (4) بالسابقين، وفي المنحة بالباقين، ثم جعلت مهلائيل: رابع أجرامه قدرة تودعها من خلقك من تضرب (5) لهم بسهم النبوة وشرف الأبوة حتى إذا قبله برد (6) عن تقديرك تناهى به تدبيرك إلى أخنوخ، فكان أول من جعلت من الاجرام ناقلا للرسالة، وحاملا أعباء النبوة (7).
فتعاليت يا رب لقد لطف حلمك (8) وجل قدرتك (9 عن التفسير إلا بما دعوت إليه من الاقرار بربوبيتك، وأشهد أن الأعين لا تدركك، والأوهام لا تلحقك، والعقول لا تصفك، والمكان لا يسعك، وكيف يسع من كان قبل المكان ومن خلق المكان (10)؟

(1) إشارة إلى قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها. اه‍.
(2) فلما تناهت خ ل.
(3) في المصدر: ثم قدرت نقل النور إلى قينان.
(4) الحظوة: المكانة والمنزلة.
(5) في المصدر: فيمن تضرب.
(6) ذكرنا فيما تقدم في كتاب النبوة اختلاف النسخ في أسماء أولاد آدم، راجعه.
(7) الأعباء جمع العبء: الثقل والحمل.
(8) في المصدر: لطف علمك.
(9) في النسخة المصححة: وجل قدرك.
(10) في المصدر: وكيف يسع المكان من خلقه وكان قبله؟
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364