بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٢
عند ميقات تطهير أرضك من كفار الأمم الذين نسوا عبادتك، وجهلوا معرفتك، واتخذوا أندادا، وجحدوا ربوبيتك، وأنكروا وحدانيتك، وجعلوا لك شركاء وأولادا، وصبوا إلى عبادة الأوثان وطاعة الشيطان، فدعاك نبينا صلوات الله عليه بنصرته (1) فنصرته بي وبجعفر وحمزة.
فنحن الذين اخترتنا له وسميتنا في دينك لدعوتك أنصارا لنبيك، قائدنا إلى الجنة خيرتك، وشاهدنا أنت رب السماوات والأرضين، جعلتنا ثلاثة ما نصب لنا عزيز إلا أذللته بنا، ولا ملك إلا طحطحته (2)، أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا، ووصفتنا يا ربنا بذلك وأنزلت فينا قرآنا (3) جليت به عن وجوهنا الظلم، وأرهبت بصولتنا الأمم، إذا جاهد محمد رسولك عدوا لدينك تلوذ به أسرته وتحف به عترته، كأنهم النجوم الزاهرة إذا توسطهم القمر المنير ليلة تمة.
فصلواتك على محمد عبدك ونبيك وصفيك وخيرتك وآله الطاهرين، أي منيعة لم تهدمها دعوته؟ وأي فضيلة لم تنلها عترته؟ جعلتهم خير أئمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيلك، ويتواصلون بدينك طهرتهم بتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل ونسك به لغير الله، تشهد لهم وملائكتك أنهم باعوك أنفسهم، وابتذلوا من هيبتك أبدانهم، شعثة رؤسهم، تربة وجوههم، تكاد الأرض من طهارتهم تقبضهم إليها، ومن فضلهم تميد بمن عليها، رفعت شأنهم بتحريم أنجاس المطاعم والمشارب من أنواع المسكر.
فأي شرف يا رب جعلته في محمد وعترته؟
فوالله لأقولن قولا لا يطيق أن يقوله أحد من خلقك: أنا علم الهدى، وكهف

(1) في المصدر. لنصرته.
(2) في المصدر: الا طحطحته بنا.
(3) هو قوله تعالى: [والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم] الآية. راجع سورة الفتح: 29.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364