كمثل (1) سفينة نوح في قومه من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وكمثل باب حطة في بني إسرائيل "؟ قلت: نعم، فقال: من حدثك؟ فقلت: سمعته من أكثر من مائة من الفقهاء، فقال: ممن؟ فقلت: سمعته من حبيش (2) بن المعتمر، وذكر أنه سمعه من أبي ذر وهو آخذ بحلقة الكعبة ينادي به نداء، يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: وممن؟ فقلت: ومن الحسن بن أبي الحسن البصري إنه سمعه من أبي ذر، ومن المقداد بن الأسود، ومن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: وممن؟ فقلت: ومن سعيد بن المسيب وعلقمة بن قيس وأبي ظبيان الحسيني (3) ومن عبد الرحمان بن أبي ليلى كل هؤلاء أخبر أنه سمعه من أبي ذر، قال أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة: ونحن والله سمعناه من أبي ذر، وسمعناه من علي عليه السلام والمقداد وسلمان، ثم أقبل عمر بن أبي سلمة فقال: والله لقد سمعته ممن هو خير من هؤلاء كلهم، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، سمعته إذ نادى ووعاه قلبي، فأقبل علي بن الحسين (4) عليه السلام فقال: أوليس هذا الحديث وحده ينتظم جميع ما أفظعك (5) وعظم في صدرك من تلك الأحاديث؟ اتق الله يا أخا عبد القيس فإن وضح لك أمر فاقبله وإلا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله، فإنك بأوسع مما بين السماء والأرض (6).
53 - إكمال الدين، أمالي الصدوق: ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن غياث (7) بن إبراهيم عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: