أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده وألزمهم له، وأفضلهم عنده، وسلم إليه التابوت وما فيه، وليضع كل وصي وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه، ولا يتخلف عنه أحد.
واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل وولده، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه وولده ولا تناكحوهم ولا تخالطوهم، وكن أنت يا هبة الله وإخوتك (1) وأخواتك في أعلى الجبل واعزله وولده، ودع الملعون قابيل و ولده في أسفل الجبل.
قال: فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت و أذعن به، قال: وهبط عليه ملك الموت فقال آدم: دعني يا ملك الموت حتى أتشهد واثني على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي، فقال آدم: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أني عبد الله وخليفته في أرضه، ابتدأني باحسانه وخلقني بيده، لم يخلق خلقا بيده سواي، ونفخ في من روحه، ثم أجمل صورتي ولم يخلق على خلقي أحدا قبلي، ثم أسجد لي ملائكته، وعلمني الأسماء كلها ولم يعلمها ملائكته، ثم أسكنني جنته، ولم يكن جعلها دار قرار، ولا منزل استيطان وإنما خلقني ليسكنني الأرض للذي أراد من التقدير والتدبير، وقدر ذلك كله قبل أن يخلقني، فمضيت في قدرته وقضائه ونافذ أمره، ثم نهاني أن آكل من الشجرة فعصيته وأكلت منها فأقالني عثرتي، وصفح لي عن جرمي، فله الحمد على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني.
قال: فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه.
فقال أبو جعفر عليه السلام: إن جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه وبالمسحاة معه قال: ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم، قال: فغسله هبة -