بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ٤٦
صنيع (1) المال يزول بزواله، يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، ها (2) إن ههنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما، لو أصبت له حملة، بلى أصيب (3) لقنا غير مأمون عليه، مستعملا (4) آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه، أو منقادا لحملة (5) الحق لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة الأمة (6) لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة (7) أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ أقرب شبها بهما الانعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه، إما ظاهرا مشهورا، أو خائفا مغمورا (8) لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك والله الأقلون عددا، و الأعظمون قدرا (9) بهم يحفظ الله حججه وبيناته، حتى يودعوها نظراءهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا (10) روح اليقين، واستلانوا ما استوعر المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى، يا كميل أولئك خلفاء الله

(1) في المصدر: ومنفعة المال تزول بزواله.
(2) في المصدر: هاه.
(3) في المصدر: [بل أصبت] وفى النهج: بلى أصيب.
(4) في المصدر: يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله عز وجل على خلقه وبنعمته على عباده لتتخذ الضعفاء وليجة دون ولى الحق، أو منقادا.
(5) في نسخة مصححة من المصدر: أو منقادا لجملة الحق.
(6) هكذا في نسخة مصححة من المصدر، وفى المطبوع: من شبهة، الا لا ذا ولا ذاك.
(7) في المصدر: أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات.
(8) في المصدر: اما ظاهر مشهور أو خاف معمور.
(9) في المصدر: [والأعظمون خطرا] أقول: أي قدرا.
(10) في المصدر: هجم بهم العلم على حقائق الأمور فباشروا.
(٤٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الهلاك (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391