بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ٢١٥
عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص (1) عن الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يا بن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة، فقال لهما: سلا عما أجبتما (2)، قالا: أخبرنا عن قول الله عز وجل: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " إلى آخر الآيتين، قال: نزلت فينا أهل البيت، قال أبو حمزة: فقلت: بأبي أنت وأمي فمن الظالم لنفسه منكم؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه فقلت: من المقتصد منكم؟ قال: العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين، فقلت:
فمن السابق منكم بالخيرات؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا، ولا للخائنين خصيما (3)، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا (4).
بيان: قوله: في الحالين أي في الشدة والرخاء، أو في حال غلبة أهل الحق وحال غلبة أهل الباطل.
5 - الإحتجاج: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " قال: أي شئ تقول؟ قلت: أقول: إنها خاص لولد فاطمة عليها السلام، فقال: من أشال (5) سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة عليها السلام وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية، قلت: من يدخل فيها؟ قال:
الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى، والمقتصد منا أهل البيت العارف حق الامام، والسابق بالخيرات الامام (6).

(١) في نسخة من المصدر: عن أبي جعفر.
(٢) هكذا في الكتاب ومصدره، ولعل الصحيح: سلا عما أحببتما.
(٣) لعل " لا " زائدة، أو الصحيح: وكان للخائنين خصيما.
(٤) معاني الأخبار: ٣٦.
(5) في المصدر: من سل سيفه، أقول: قوله: ودعا الناس إلى نفسه، أي ادعى الإمامة لنفسه.
(6) الاحتجاج: 204 فيه: هو العارف حق الامام، والسابق بالخيرات هو الامام
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391