بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١٤
الشركة قال عليه السلام: " فسمعت الوحي عن الله؟ " أي المبين لأصول الدين عموما أو خصوص الإمامة، إعلام الله بها، إما بوساطة الرسول، أو بالوحي، بلا واسطة وما بواسطة الرسول فهو من كلامه صلى الله عليه وآله لا من عندك، فتعين عليك في قولك:
" من عندي " أحد الامرين: إما الوحي إليك بسماعك من الله بلا واسطة، أو وجوب طاعتك كوجوب طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما نفاهما بقوله: لا، في كليهما لزمه نفي ما قاله: ومن عندي، ولذا قال عليه السلام: هذا خاصم نفسه، وقيل: مخاصمة نفسه من جهة أنه اعترف ببطلان ما يقوله من عنده، لان شيئا لا يكون مستندا إلى الوحي ولا إلى الرسول صلى الله عليه وآله ولا يكون قائله في نفسه واجب الإطاعة لا محالة يكون باطلا.
أقول: ويحتمل أن يكون المراد بالكلام الذي ردد عليه السلام الحال فيه بين الامرين الكلام في فروع الفقه، ولا مدخل للعقل فيها، ولابد من استنادها إلى الوحي، فمن حكم فيها برأيه يكون شريكا للرسول صلى الله عليه وآله في تشريع الاحكام، و التعميم أظهر، حسن الكلام أي تعلمه، قال يونس التفات، أو قال ذلك عند الحكاية " فيا لها من حسرة " النداء للتعجب " من حسرة " تميز للضمير المبهم.
قوله: هذا ينقاد، يعني أنهم يزنون ما ورد في الكتاب والسنة بميزان عقولهم الواهية، وقواعدهم الكلامية فيؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض، كما هو دأب الحكماء وأكثر المتكلمين، أو الأول إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم: سلمناه، لكن لا نسلم ذلك.
والثاني: وهو قوله: " هذا ينساق " إشارة إلى قولهم للخصم: أن يقول:
كذا، وليس للخصم أن يقول: كذا.
وفي الكافي (1) بعد قوله: " ولما استقر بنا المجلس " قوله: وكان أبو عبد الله عليه السلام قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة

(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391