بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١٢
هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه حتى رفع عنا الاختلاف ومكننا من الاتفاق؟ فقال الشامي: نعم، قال هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت جئتنا من الشام فخالفتنا (1) وتزعم أن الرأي طريق الدين وأنت مقر بان الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين، فسكت الشامي كالمفكر، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما لك لا تتكلم؟ قال: إن قلت: إنا ما اختلفنا كابرت، وإن قلت: إن الكتاب والسنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، وإن (2) قلت: قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذا الكتاب والسنة، ولكن لي عليه مثل ذلك (3)، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سله تجده مليا، فقال الشامي لهشام:
من أنظر للخلق. ربهم أم أنفسهم؟ فقال: بل ربهم أنظر لهم، فقال الشامي:
فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم (4) ويرفع اختلافهم، ويبين لهم حقهم من باطلهم؟
فقال هشام: نعم، قال الشامي: من هو؟ قال هشام أما في ابتداء الشريعة فرسول الله صلى الله عليه وآله، وأما بعد النبي صلى الله عليه وآله فغيره، قال الشامي: من هو غير (5) النبي القائم مقامه في حجته؟ قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟ قال الشامي: بل في وقتنا هذا قال هشام: (6) هذا الجالس يعني أبا عبد الله عليه السلام الذي نشد (7) إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء (8) وراثة عن أب عن جد، قال الشامي: وكيف لي بعلم

(1) في النسخة المخطوطة والاحتجاج: تخالفنا (2) النسخة المخطوطة والاحتجاج خاليان من قوله: وإن قلت إلى قوله: ولكن.
(3) في الكافي: الان ان لي عليه هذه الحجة.
(4) في الكافي: من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ فقال هشام: في وقت رسول الله صلى الله عليه وآله أو الساعة قال الشامي: وقت رسول الله رسول الله صلى الله عليه وآله، والساعة من؟ فقال هشام: هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال.
(5) في الاحتجاج: واما بعد النبي فعترته، قال الشامي: من هو عترة النبي.
(6) في النسخة المطبوعة: خبر هذا.
(7) في الاحتجاج والكافي: [تشد] أقول: هذا كناية عن كثرة من يفد إليه من الآفاق لتعلم الاحكام وكسب الحقائق والعلوم.
(8) في الكافي: باخبار السماء والأرض.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391