بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١٦
عليه من الخبر، والظرفان صلتان للقرب والبعد، و " ما " مصدرية، أي أقرب أوقات كونك من الخبر أبعدها، ويحتمل أن يكون " أبعد " منصوبا على الحالية سادا مسد الخبر، كما في قولهم: أخطب ما يكون الأمير قائما، على اختلافهم في تقدير مثله كما هو مذكور في محله، قال الرضي رضي الله عنه في شرحه على الكافية بعد نقل الأقوال في ذلك: واعلم أنه يجوز رفع الحال الساد مسد الخبر عن أفعل المضاف إلى ما المصدرية الموصولة بكان أو يكون، نحو أخطب ما يكون الأمير قائم، هذا عند الأخفش والمبرد، ومنعه سيبويه، والأولى جوازه لأنك جعلت ذلك الكون أخطب مجازا، فجاز جعله قائما أيضا، ثم قال: ويجوز أن يقدر في أفعل المذكور زمان مضاف إلى ما يكون، لكثرة وقوع ما المصدرية مقام الظرف، نحو قولك: " ما ذر شارق " فيكون التقدير أخطب أوقات ما يكون الأمير قائم، أي أوقات كون الأمير، فيكون قد جعلت الوقت أخطب وقائما، كما يقال:
" نهاره صائم: وليله قائم " انتهى قوله.
" قفازان " بالقاف ثم الفاء ثم الزاء المعجمة من قفز بمعنى وثب، وفي بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف وإعجام (1) الراء من فقزت الخرز: ثقبته، و الأول أظهر.
قوله عليه السلام: " تلوي رجليك " يقال: لويت الحبل: فتلته، ولوى الرجل رأسه: أمال وأعرض، ولوت الناقة ذنبها: حركته، والمعنى أنك كلما قربت تقع من الطيران على الأرض تلوي رجليك، كما هو دأب الطيور ثم تطير ولا تقع والغرض أنك لا تغلب من خصمك قط، وإذا قرب أن يغلب عليك تجد مفرا حسنا فتغلب عليه، والزلة إشارة إلى ما وقع منه في زمن الكاظم عليه السلام من ترك (2)

(١) الصحيح: واهمال الراء، من فقرت الخرز: ثقبته.
(٢) وقد ذكر رحمه الله وجها لتركه التقية، وهو انه كان مأمورا بالتقية إلى مدة معلوم وكان بعدها مأذونا في التبليغ والبحث مع المخالفين.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391