بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١١٣
الذي لا يحتمل غيره إذ أخلف في جميع الخلق أهل بيته، وأمرهم بطاعتهم، والانقياد لهم بما أخبر به عنهم من العصمة، وإنهم لا يفارقون الكتاب، ولا يتعدون الحكم بالصواب، هذا لفظه في المعنى، ولعمري إنني أرى عقلي شاهد أن من نعى نفسه إلى قومه وقال كما قال نبيهم: " إني بشر يوشك أن ادعى فأجيب " ثم قال بعد ذلك " إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي " كما رووه في كتبهم فإنه لا يشك عاقل إنه قصد أن كتاب الله وعترته الذين لا يفارقون كتابه يقومان مقامه بعد وفاته، وإن التمسك بهم أمان من الضلال، والله إنني قد قلت هذا المقال وليس لي غرض فاسد بحال، وقد ذكروا أخبارا كثيرة بهذا المعنى انتهى ما أخرجناه من الطرائف (1).
20 - وروى ابن بطريق رحمه الله في العمدة من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " إني تارك فيكم الثقلين "؟ قال: نعم (2).
21 - وبإسناده أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إني قد تركت فيكم الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
قال ابن نمير (3): قال بعض أصحابنا عن الأعمش قال: انظروا كيف تخلفوني فيهما (4).

(١) الطرائف: ٢٨ و ٢٩.
(٢) العمدة: ٣٤ رواه باسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن اسود بن عامر عن إسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة.
(٣) ابن نمير كنية لمحمد بن عبد الله نمر الهمداني الكوفي الحافظ، ولأبيه عبد الله نمير الهمداني أبو هشام الكوفي.
(٤) العمدة: ٣٤ رواه باسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن ابن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 1 - باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة 1
3 2 - باب آخر في اتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر 57
4 3 - باب أن الإمامة لا تكون إلا بالنص، ويجب على الامام النص على من بعده 66
5 - باب وجوب معرفة الامام وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية وأن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق 76
6 5 - باب أن من أنكر واحدا منهم فقد أنكر الجميع 95
7 6 - باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم 99
8 7 - باب فضائل أهل بيت عليهم السلام والنص عليهم جملة من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها 104
9 * أبواب * * الآيات النازلة فيهم * 8 - باب أن آل يس آل محمد صلى الله عليه وآله 167
10 9 - باب أنهم عليهم السلام الذكر، وأهل الذكر وأنهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة، ولم يفرض عليهم الجواب 172
11 10 - باب أنهم عليهم السلام أهل علم القرآن، والذين أوتوه والمنذرون به والراسخون في العلم 188
12 11 - باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 206
13 12 - باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة عليهم السلام، وأنهم آل إبراهيم وأهل دعوته 212
14 13 - باب أن مودتهم أجر الرسالة، وسائر ما نزل في مودتهم 228
15 14 - باب آخر في تأويل قوله تعالى وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت 254
16 15 - باب تأويل الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى بهم عليهم السلام 257
17 16 - باب أن الأمانة في القرآن الإمامة 273
18 17 - باب وجوب طاعتهم، وأنها المعنى بالملك العظيم، وأنهم أولو الامر، وأنهم الناس المحسودون 283
19 18 - باب أنهم أنوار الله، وتأويل آيات النور فيهم عليهم السلام 304
20 19 - باب رفعة بيوتهم المقدسة في حياتهم وبعد وفاتهم عليهم السلام وأنها المساجد المشرفة 325
21 20 - باب عرض الأعمال عليهم عليهم السلام وأنهم الشهداء على الخلق 333
22 21 - باب تأويل المؤمنين والايمان، والمسلمين والاسلام، بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين، والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم 354
23 22 - باب نادر في تأويل قوله تعالى: (قل إنما أعظكم بواحدة) 391