أن يردا علي الحوض كهاتين -: وأشار بالمسبحة والوسطى - ناصرهما ناصري، و خاذلهما خاذلي، وعدوهما عدوي، ألا وأنه لن تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبيها، وتقتل من يأمر بالقسط فيها.
قال عبد المحمود: فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم، يتضمن الكتاب والعترة، فانظروا وأنصفوا هل جرى من التمسك بهما قد نص عليهما وهل اعتبر المسلمون من هؤلاء من أهل بيته الذين ما فارقوا الكتاب؟ وهل فكروا في الأحاديث المتضمنة أنهما خليفتان من بعده؟ وهل ظلم أهل بيت نبي من الأنبياء مثل ما ظلم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله، بعد هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها؟
وهل بالغ نبي أو خليفة أو ملك من ملوك الدنيا في النص على من يقوم مقامه بعد وفاته أبلغ مما اجتهد فيه محمد رسول الله؟ لكن له أسوة بمن خولف من الأنبياء قبله، وله أسوة بالله الذي خولف في ربوبيته بعد هذه الأحاديث المذكورة المجمع على صحتها.
16 - ومن ذلك ما رواه عن المسمى عندهم جار الله فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري بإسناده إلى محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال: حدثنا الحسن بن حمزة، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح يرفع الحديث بأسماء رواته وتركت ذلك اختصار، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها امناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى. هذا لفظ الحديث المذكور.
17 - ومن ذلك باسناد الشيخ مسعود السجستاني أيضا في كتابه عن ابن زياد مطرف قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي بها وهي جنة الخلد فليتوال علي بن أبي طالب وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوهم من باب هدى، ولن يدخلوهم في باب ضلالة.
18 - وفي رواية أخرى عن السجستاني إلى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله