بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٧٥
الطفيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل حتى قام عليه، فقال: أين محمد؟ فقالوا: هو ذا، قال:
أنت محمد؟ قال: نعم، فقال: ما لي إن أسلمت؟ قال: لك ما للمسلمين، وعليك ما للمسلمين قال: تجعل لي الامر بعدك؟ قال: ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكن ذاك إلى الله تعالى يجعل حيث يشاء، قال: فتجعلني على الوبر - يعني على الإبل - وأنت على المدر، قال:
لا، قال: فماذا تجعل لي؟ قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزوا عليها، قال: أوليس ذلك لي اليوم؟ قم معي فأكلمك، قال: فقام معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأومأ لأربد بن قيس ابن عمه أن اضربه، قال: فدار أربد بن قيس خلف النبي (صلى الله عليه وآله) فذهب ليخترط السيف فاخترط منه شبرا أو ذراعا فحبسه الله عز وجل فلم يقدر على سله، فجعل يومئ عامر إليه فلا يستطيع سله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم هذا عامر بن الطفيل اوعر (1) الدين عن عامر " ثلاثا ثم التفت ورأي أربدا وما يصنع بسيفه فقال: " اللهم اكفنيهما بم شئت " وبدر بهما (2) الناس فوليا هاربين، قال: أرسل الله على أربد بن قيس صاعقة فأحرقته، ورأي عامر بن الطفيل بيت (3) سلولية فنزل عليها، فطعن (4) في خنصره فجعل يقول:
يا عامر غدة كغدة البعير، وتموت في بيت سلولية، وكان يعير بعضهم بعضا بنزوله على سلول ذكرا كان أو أنثى، قال: فدعا عامر بفرسه فركبه ثم أجراه حتى مات على ظهره خارجا من منزلها، فذلك قول الله عز وجل: " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال (5) " يقول العقاب، فقتل عامر بن الطفيل بالطعنة وأربد بالصاعقة (6).
ورواه الطبرسي أيضا في المجمع بهذا الاسناد مع اختصار (7).

(١) أوعز خ ل. وفى المصدر: أعر. ومعنى أو عر الدين. احبس الدين عنه فلا يناله بمكروه وفى الامتاع: اللهم اكفني عامرا.
(٢) في المصدر: اللهم اكفيهما " ثم رجع وبدر بهما الناس.
(٣) خلا المصدر عن (بيت).
(٤) طعن الرجل: أصابه الطاعون.
(٥) الرعد: ١٣ وفى المصدر: " يجادلون في الله " في آيات الله " وهو شديد المحال " أقول: قوله: العقاب، تفسير لقوله: المحال.
(٦) سعد السعود: ٢١٨ و 219.
(7) مجمع البيان 6: 283.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410