فناجيت ربي تبارك وتعالى وقمت بين يديه، وتقدم إلي عز ذكره بما أحبه وأمرني بما أراد ولم أسأله لنفي شيئا، وفي علي (عليه السلام) (1) إلا أعطاني، ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه.
ثم قال لي الجليل جل جلاله: يا محمد من تحب من خلقي؟ قلت: أحب الذي تحبه أنت يا ربي، فقال لي جل جلاله: فأحب عليا فإني أحبه وأحب من يحبه، وأحب من أحب من يحبه، فخررت لله ساجدا مسبحا شاكرا لربي تبارك وتعالى، فقال لي: يا محمد علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته لك أخا ووصيا ووزيرا وصفيا وخليفة وناصرا لك على أعدائي، يا محمد وعزتي وجلالي لا يناوي عليا جبار إلا قصمته ولا يقاتل عليا عدو من أعدائي إلا هزمته وأبدته (2). يا محمد إني اطلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا أنصح خلقي لك، وأطوعهم لك، فاتخذه وأخا وخليفة ووصيا، وزوجه ابنتك، فإني سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيين نقيين، فبي حلفت، وعلى نفسي حتمت أنه لا يتولين عليا وزوجته وذريتهما أحد من خلقي إلا رفعت (3) لواءه إلى قائمة عرشي وجنتي وبحبوحة (4) كرامتي وسقيته (5) من حظيرة قدسي، ولا يعاديهم أحد أو يعدل عن ولايتهم يا محمد إلا سلبته ودي وباعدته من قربي، وضاعفت عليهم عذابي ولعنتي يا محمد، إنك رسولي إلى جميع خلقي، وإن عليا وليي، وأمير المؤمنين، وعلى ذلك أخذت ميثاق ملائكتي وأنبيائي وجميع خلقي، وهم أرواح من قبل أن أخلق خلقا في سمائي وأرضي محبة مني لك يا محمد ولعلي ولولد كما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما ولذلك خلقته من طينتكما، فقلت: إلهي! وسيدي! فاجمع الأمة، فأبي علي وقال: يا محمد إنه المبتلى والمبتلى به وإني جعلتكم محنة لخلقي، أمتحن بكم جميع عبادي وخلقي في سمائي وأرضي وما فيهن، لا كمل الثواب