بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤٠٣
عرق البراق منها، ثم قال: أسكن فإنه محمد، ثم رف به من بيت المقدس إلى السماء فتطايرت الملائكة من أبواب السماء، فقال جبرئيل: الله أكبر، الله أكبر، فقالت الملائكة عبد مخلوق (1)، قال: ثم لقوا جبرئيل فقالوا: يا جبرئيل من هذا؟ قال: هذا محمد فسلموا عليه، ثم رف به إلى السماء الثانية فتطايرت الملائكة فقال جبرئيل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقالت الملائكة: عبد مخلوق، فلقوا جبرئيل فقالوا: من هذا؟
فقال: محمد، فسلموا عليه، فلم يزل كذلك في سماء سماء، ثم أتم الاذان، ثم صلى بهم رسول الله في السماء السابعة وأمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم مضى به جبرئيل (عليه السلام) حتى انتهى به إلى موضع فوضع إصبعه على منكبه، ثم رفعه، فقال له: امض يا محمد، فقال له: يا جبرئيل تدعني في هذا الموضع؟ قال: فقال له: يا محمد ليس لي أن أجوز هذا المقام، ولقد وطئت موضعا ما وطئه أحد قبلك، ولا يطأه أحد بعدك، قال: ففتح الله له من العظيم ما شاء الله، قال: فكلمه الله: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قال: نعم يا رب " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفر انك ربنا وإليك المصير " قال تبارك وتعالى: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " قال محمد: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (2) " قال: قال الله: يا محمد من لامتك بعدك (3)؟ فقال: الله أعلم، قال: علي أمير المؤمنين، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله ما كانت ولايته إلا من الله مشافهة لمحمد (صلى الله عليه وآله) (4).
107 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن جبرئيل احتمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه، وقال له: ما وطئ

(1) هكذا في الكتاب، والظاهر أن في الحديث سقط وتصحيف، يعلم ذلك مما سبق، ولعلهم قالوا ذلك عقيب قوله: أشهد أن محمدا رسول الله.
(2) راجع آخر سورة البقرة.
(3) في نسخة: من بعدك؟
(4) تفسير العياشي مخطوط.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410