بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٩٧
أنا بجبرئيل فتناقلني منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى، فوقف بي تحتها، ثم أدخلني إلى جنة المأوى، فرأيت مسكني ومسكنك يا علي فيها، فبينا جبرئيل يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله عز وجل فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى، فناداني ربي جل وعز: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي قال: سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك، أنت مقربي من خلقي، وأنت أميني وحبيبي ورسولي، وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين، أو يبغضون صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري ولا أبالي، يا محمد علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، أبو السبطين، سيدي شباب أهل جنتي، المقتولين ظلما، ثم حرض على الصلاة (1) وما أراد تبارك وتعالى، وقد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سيته، فذلك قوله عز وجل: " قاب قوسين أو أدنى " من ذلك ثم ذكر سدرة المنتهى فقال: " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى " يعني ما غشي السدرة من نور الله وعظمته (2).
بيان: قال الجوهري: الرفرف: ثياب خضر تتخذ منها المحابس (3)، الواحدة رفرفة، والرفرف أيضا: كسر الخباء وجوانب الدرع وما تدلى منها.
أقول: روى هذا الخبر الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس مثله سواء (4).
101 - كشف اليقين: عن أبي جعفر بن بابويه برجال المخالفين رويناه من كتابه كتاب أخبار الزهراء عن الحسن بن محمد بن سعيد، عن فرات بن إبراهيم، عن محمد بن علي الهمداني، عن أبي الحسن خلف بن موسى، عن عبد الاعلى (5) الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي يحيى

(١) أي حث عليها.
(٢) اليقين في امرة أمير المؤمنين: ٨٩ - ٩١.
(٣) جمع محبس وهو ستر الفراش وفى اللسان " يتخذ منها للمجالس " والصحيح أن المراد بالرفرف ههنا الطائر.
(٤) لم نجد الحديث في المحتضر وقد ذكر فيه روايات في المعراج لا يوافقه بألفاظه راجع ص 148 - 150. وقبله.
(5) في النسخة المخطوطة: محمد بن عبد الأعلى.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410