بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٩٥
أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون، فالتفت إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجميعه فقال: بهم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسول الله، وأن عليا أمير المؤمنين وصيك، وأنك رسول الله سيد النبيين، وأن عليا سيد الوصيين اخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة فقال الرجل: أحييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين (1).
100 - كشف اليقين: محمد بن العباس، عن محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل: " ذو مرة فاستوى "، إلى قوله: " إذ يغشى السدرة ما يغشى (2) فإن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أسري به إلى ربه جل وعز قال: وقف بي جبرئيل (عليه السلام) عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، على كل غصن منها (3) وعلى كل ورقة منها ملك، وعلى كل ثمرة منها ملك، وقد كللها نور من نور الله جل وعز، فقال جبرئيل: هذه سدرة المنتهى، كان ينتهي الأنبياء من قبلك إليها، ثم لا يجاوزونها، وأنت تجوزها إن شاء الله ليريك من آياته الكبرى، فاطمئن أيدك الله بالثبات، حتى تستكمل كرامات الله، وتصير إلى جواره، ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش فدلي لي رفرف أخضر ما أحسن أصفه، فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده، وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم، وذهبت عني المخاوف والروعات (4) وهدأت نفسي واستبشرت، وظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا أجمعين، ولم أر عندي أحدا من خلقه، فتركني ما شاء الله، ثم رد علي روحي فأفقت، فكان توفيقا من ربي عز وجل أن غمضت عيني، وكل بصري وغشي عني النظر، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني، بل أبعد وأبلغ، فذلك قوله جل وعز:
" ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى (5) وإنما كنت أرى في مثل

(١) اليقين في امرة أمير المؤمنين: 87 و 88.
(2) تقدمت الإشارة إلى موضع الآية في صدر الباب وغيره.
(3) في المصدر: على كل غصن منها ملك.
(4) في المصدر: والنزعات. ولعلها مصحفة.
(5) أشرنا في صدر الباب وغيره إلى موضع الآية.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410