بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٩٣
العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام.
قال: ثم قال لي: أرضيت عن ربك بما قسم لك؟ قال: فقلت: سبحان ربي اتخذ إبراهيم خليلا، وكلم موسى تكليما، وأعطى سليمان ملكا عظيما، وكلمني ربي واتخذني خليلا، وأعطاني في علي أمرا عظيما، يا جبرئيل من الذي لقيت في أول الثنية؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران (عليه السلام)، قال: السلام عليك يا أول، فكنت مبشرا (1) أول البشر، والسلام عليك يا آخر، فأنت تبعث آخر النبيين، والسلام عليك يا حاشر، فأنت على حشر هذه الأمة، قال: فمن الذي لقيت في وسط الثنية؟ قال: ذاك أخوك عيسى بن مريم، يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنه قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين، وأنت سيد ولد آدم، قال: فمن الذي لقيت عند الباب: باب بيت المقدس؟
قال: ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيك: بابنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) خيرا، ويخبرك أنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، قال: فمن الذي صليت بهم؟
قال: أولئك الأنبياء والملائكة عليهم السلام، كرامة من الله أكرمك (2) يا محمد، ثم هبط إلى الأرض.
قال: فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث إلى أنس بن مالك فدعاه، فلما جاءه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ادع عليا فأتاه، فقال: يا علي أبشرك؟ قال: بماذا؟ قال: أخوك موسى وأخوك عيسى وأبوك آدم صلى الله عليهم، فكلهم يوصي بك، قال: فبكى علي وقال:
الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا، ثم قال: يا علي ألا أبشرك؟ قال: قلت:
بشرني يا رسول الله، فقال: يا علي نظرت بعيني إلى عرش ربي عز وجل فرأيت مثلك في السماء الاعلى، وعهد إلي فيك عهدا، قال: بأبي وأمي يا رسول الله، أوكل ذلك كانوا يذكرون إليك؟ قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن الملا الاعلى ليدعون لك وإن المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جل وعز أن يجعل لهم السبيل إلى النظر

(1) في المصدر: فأنت مبشر.
(2) في المصدر: أكرمك بها وفيه ثم هبط بي إلى الأرض.
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410