بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٨٢
ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر فقال: قد رويت يا جبرئيل فقال: أما إنك لو شربته ضلت أمتك.
ابن عباس في خبر: وهبط مع جبرئيل ملك لم يطأ الأرض قط، معه مفاتيح خزائن الأرض، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيا عبدا وإن شئت فكن نبيا ملكا، فقال: بل أكون نبيا عبدا فإذا سلم من ذهب قوائمه من فضة، مركب باللؤلؤ والياقوت، يتلألأ نورا وأسفله على صخرة بيت المقدس، ورأسه في السماء، فقال لي: اصعد يا محمد فلما اصعد السماء (1) رأى شيخا قاعدا تحت الشجرة و حوله أطفال فقال جبرئيل: هذا أبوك آدم، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى، ورأي ملكا باسر الوجه وبيده لوح مكتوب بخط من النور، وخط من الظلمة، فقال: هذا ملك الموت، ثم رأى ملكا قاعدا على كرسي، فلم ير منه من البشر ما رأى من الملائكة، فقال جبرئيل: هذا مالك خازن النار كان طلقا بشرا، فلما اطلع على النار لم يضحك بعد، فسأله أن يعرض عليه النار فرأى فيها ما رأى، ثم دخل الجنة ورأي ما فيها، وسمع صوتا: آمنا برب العالمين، قال: هؤلاء سحرة فرعون، وسمع لبيك اللهم لبيك، قال: هؤلاء الحجاج، وسمع التكبير قال:
هؤلاء الغزاة، وسمع التسبيح قال: هؤلاء الأنبياء، فلما بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب فقال جبرئيل: تقدم يا رسول الله، ليس لي أن أجوز هذا المكان، ولو دنوت أنملة لاحترقت.
أبو بصير قال: سمعته يقول: إن جبرئيل احتمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهى به إلى مكان من السماء، ثم تركه، وقال له: ما وطئ نبي قط مكانك.
وروي أنه رأى في السماء الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة الكروبيين، وفي السابعة خلقا وملائكة.
وفي حديث أبي هريرة: رأيت في السماء السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم.
ابن عباس: ورأي ملائكة الحجب يقرؤون سورة النور، وخزان الكرسي يقرؤون

(1) في المصدر: فلما صعد إلى السماء.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410