بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٩١
وأتم الناس جسما، وأحسن الناس بشرة، فلما نظر إلي قال: السلام عليك يا بني، و السلام عليك يا أول، مثل تسليم الأول، قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد رد عليه، فقلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: فقال لي: يا محمد احتفظ بالوصي - ثلاث مرات - علي بن أبي طالب المقرب من ربه، الأمين على حوضك، صاحب شفاعة الجنة، قال فنزلت عن دابتي عمدا، قال: فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد فخرق بي الصفوف والمسجد غاص بأهله (1)، قال: فإذا بنداء من فوقي: تقدم يا محمد، قال: فقدمني جبرئيل فصليت بهم، قال: ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ، فأخذ بيدي جبرئيل فرقى بي إلى السماء، فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا، قال: فقرع جبرئيل الباب، فقالوا له: من هذا؟ قال: أنا جبرئيل، قالوا: من معك؟ قال: معي محمد، قالوا: وقد ارسل؟ قال: نعم، قال: ففتحوا لنا، ثم قالوا: مرحبا بك من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المختار، خاتم النبيين، لا نبي بعده، ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر قال: فصعدنا إلى السماء الثانية فقرع جبرئيل الباب فقالوا مثل القول الأول، وقال جبرئيل: مثل القول الأول، ففتح لنا، ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور.
قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد تثبت واهتد هديت، ثم ارتفعنا إلى الثالثة و الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله، فإذا بصوت وصيحة شديدة، قال:
قلت: يا جبرئيل ما هذا الصوت؟ فقال لي: يا محمد هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فغشيني عند ذلك مخافة شديدة، قال: ثم قال لي جبرئيل: يا محمد تقرب إلى ربك، فقد وطئت اليوم مكانا بكرامتك علي الله عز وجل ما وطئته قط، ولولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يدي، قال، فتقدمت فكشف لي عن سبعين حجابا، قال: فقال لي: يا محمد، فخررت ساجدا وقلت: لبيك رب العزة لبيك، قال: فقيل لي: يا محمد ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، يا محمد أنت حبيبي وصفيي ورسولي إلى خلقي، وأميني في عبادي، من خلفت في قومك حين وفدت إلي؟ قال: فقلت:

(1) غص المكان بهم: امتلأ وضاق عليهم.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410