بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٦٥
أوحى (1) " يا حبيب إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فتح مكة، أتعب نفسه في عبادة الله عز وجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان علي (عليه السلام) معه، فلما غشيهم الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وصارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة، وخشعت أبصارهما، قال: ففزعا لذلك فزعا شديدا، قال: فمضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ارتفع عن الوادي، و تبعه علي (عليه السلام).
فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه إلى السماء فإذا هو برمانتين على رأسه، قال:
فتناولهما رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأوحى الله عز وجل إلى محمد: يا محمد إنها من قطف الجنة فلا يأكل منها إلا أنت ووصيك علي بن أبي طالب، قال: فأكل رسول الله إحداهما، وأكل علي الأخرى، ثم أوحى الله عز وجل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) ما أوحى.
قال أبو جعفر (عليه السلام): يا حبيب " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى " يعني عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، قال: فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها، وقال: يا محمد إن هذا موقفي الذي وضعني الله عزو جل فيه، ولن أقدر على أن أتقدمه، ولكن امض أنت أمامك إلى السدرة، فوقف عندها، قال: فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى السدرة، وتخلف جبرئيل (عليه السلام).
قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما ترفع إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة، قال: فنظر رسول الله فرأى أغصانها تحت العرش وحوله، قال: فتجلى لمحمد نور الجبار عز وجل، فلما غشي محمدا (صلى الله عليه وآله) النور شخص ببصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد الله عز وجل لمحمد قلبه، وقوى له بصره، حتى رأى من آيات ربه ما رأى، وذلك قول الله عز وجل: " ولقد

(1) والظاهر أنه (عليه السلام) بصدد بيان معنى الآية وتفسيرها، لا أنه أراد أن الألفاظ نزلت هكذا فيكون من التحريف الذي لا يقول به الشيعة الإمامية: هذا مضافا إلى أنه خبر واحد لا يوجب علما ولا عملا
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410