بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٦٠
والنبيين والمرسلين فقال لي: يا محمد سلم، فقلت: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فقال:
يا محمد إني أنا السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك، ثم أمرني ربي العزيز الجبار أن لا ألتفت يسارا.
وأول سورة (1) سمعتها بعد " قال هو الله أحد " إنا أنزلناه في ليلة القدر، فمن أجل ذلك كان السلام مرة واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك صار التسبيح في السجود والركوع شكرا، وقوله " سمع الله لمن حمده " لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: سمعت ضجة الملائكة فقلت: " سمع الله لمن حمده " بالتسبيح والتهليل فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأولتان كلما حدث فيها حدث كان على صاحبها إعادتها (2)، وهي الفرض الأول، و هي أول ما فرضت عند الزوال يعني صلاة الظهر (3).
الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عنه (عليه السلام) مثله (4).
بيان: قوله: فيه أربعون نوعا من أنواع النور، يحتمل أن يكون المراد الأنوار الصورية أو الأعم منها ومن المعنوية، وأما نفرة الملائكة فلغلبة النور على أنوارهم، و عجزهم عن إدراك الكمالات المعنوية التي أعطاها الله تعالى نبينا (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده قوله صلى الله عليه وآله: " لي مع الله وقت لا يسعه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان " ويؤيد المعنوية قول الملائكة: ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟
وعلى تقدير أن يكون المراد الصورية فالمعنى ما أشبه هذا النور بنور خلقه الله في العرش، وعلى التقديرين لما كان كلامهم وفعلهم موهما لنوع من التشبيه قال جبرئيل: الله أكبر، لنفي تلك المشابهة، أي أكبر من أن يشبهه أحد أو يعرفه.
وقال الجزري: سبوح قدوس يرويان بالضم، والفتح أقيس، والضم أكثر

(١) في الكافي: وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وانا أنزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
(٢) هكذا في الكتاب ومصدره الضمائر كلها مفردة، وفى الكافي كلها مثناة.
(٣) علل الشرائع: ١١٢ و ١١٣.
(٤) فروع الكافي ١: ١٣٥ - 137.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410