بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٦٨
يا محمد، ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقام منتصبا بين يدي الله فقال: اسجد يا محمد لربك، فخر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجدا، فقال: قل: " سبحان ربي الأعلى وبحمده " ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثا، فقال له: استو جالسا يا محمد، ففعل، فلما استوى جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله فخر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمر أمره ربه عز وجل فسبح أيضا ثلاثا، فقال: انتصب قائما ففعل، فلم ير ما كان رأى من عظمة ربه جل جلاله فقال له: اقرأ يا محمد وافعل كما فعلت في الركعة الأولى، ففعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك وتعالى، (5) فخر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربه عز وجل فسبح أيضا، ثم قال له: ارفع رأسك ثبتك الله، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحم على محمد وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم تقبل شفاعته (6) وارفع درجته، ففعل، فقال: سلم يا محمد، و استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ربه تبارك وتعالى وجهه مطرقا، فقال: السلام عليك، فأجابه الجبار جل جلاله فقال: وعليك السلام يا محمد، بنعمتي قويتك على طاعتي، وبعصمتي إياك اتخذتك نبيا وحبيبا، ثم قال أبو الحسن (عليه السلام): وإنما كانت الصلاة التي امر بها ركعتين وسجدتين، وهو (صلى الله عليه وآله) إنما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكره لعظمة ربه تبارك وتعالى، فجعله الله عز وجل فرضا، قلت:
جعلت فداك وما صاد الذي امر أن يغتسل منه؟ فقال: عن تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له: ماء الحياة، وهو ما قال الله عز وجل: " ص والقرآن ذي الذكر " إنما أمره أن يتوضأ ويقرأ ويصلي (3).
73 - علل الشرائع: علي بن أحمد، عن محمد الأسدي، عن البرمكي، عن علي بن العباس،

(1) في المصدر: ذكر جلالة ربه تبارك وتعالى الثانية.
(2) في نسخة: اللهم تقبل في أمته.
(3) علل الشرائع: 119.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410