بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٧٦
فقال: اركب فركبت ومضيت حتى انتهيت إلى بيت المقدس، ولما انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند رب العزة، وصليت في بيت المقدس - وفي بعضها بشرني إبراهيم في رهط من الأنبياء، ثم وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهما - ثم أخذ جبرئيل بيدي إلى الصخرة، فأقعدني عليها، فإذا معراج إلى السماء (1) لم أر مثلها حسنا وجمالا، فصعدت إلى السماء الدنيا ورأيت عجائبها وملكوتها، وملائكها يسلمون علي، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة (2) فرأيت بها يوسف (عليه السلام)، ثم صعدت إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس (عليه السلام)، ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون (عليه السلام)، ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكروبيون، قال: ثم صعد بي إلى السماء السابعة فأبصرت فيها خلقا وملائكة.
وفي حديث آخر: قال النبي (صلى الله عليه وآله): رأيت في السماء السادسة موسى (عليه السلام)، و رأيت في السابعة إبراهيم (عليه السلام)، ثم قال: جاوزنا متصاعدين إلى أعلى عليين - ووصف ذلك إلى أن قال: - ثم كلمني ربي وكلمته، ورأيت الجنة والنار، ورأيت العرش و سدرة المنتهى، ثم قال: رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت به الناس، فأكذبني أبو جهل والمشركون، وقال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين في ساعة؟ أشهد أنك كاذب، ثم قالت قريش: أخبرنا عما رأيت، فقال: مررت بعير بني فلان وقد أضلوا بعيرا لهم، وهم في طلبه، وفي رحلهم قعب من ماء مملو فشربت الماء فغطيته كما كان، فسألوهم هل وجدوا الماء في القدح، قالوا هذه آية واحدة، فقال (صلى الله عليه وآله): مررت بعير بني فلان فنفر بعير فلان فانكسرت يده فسألوهم عن ذلك، فقالوا: هذه آية أخرى، قالوا: فأخبرنا عن عيرنا، قال: مررت بها بالتنعيم، وبين لهم أحوالها وهيئاتها، قالوا: هذه آية أخرى (3).

(1) في نسخة: إلى سماء.
(2) لعل تفصيل العروج إلى السماء الثانية قد سقط عن قلم النساخ، وتقدم في خبر هشام بن سالم أنه رأى في السماء الثانية يحيى وعيسى عليهما السلام وتقدم في غيره ما رأى فيها من العجائب.
(3) قصص الأنبياء: مخطوط.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410