بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٦١
استعمالا، وهو من أبنية المبالغة، والمراد بهما التنزيه، وقال فيه: فانطلقنا إلى الناس معانيق، أي مسرعين، وقال الفيروزآبادي: المعناق: الفرس الجيد العنق، والجمع المعانيق. انتهى.
أقول: العنق بالتحريك: ضرب من سير الدابة، وهو سير مسبطر، وهو المراد هنا والتشبيه من الاسراع، قوله: بالأول، أي خلقا ورتبة، قول: بالآخر، أي بعثة، وقد مر تفسير الحاشر، والناشر مثله، أو المراد به ناشر العلوم والخيرات، والرق بالفتح والكسر:
جلد رقيق يكتب فيه، والصحيفة البيضاء، ودوي الريح والطائر والنحل: صوتها، قوله:
مقرونين، أي متقاربين في المعني فإن الصلاة سبب للفلاح، ويحتمل أن تكون الفقرتان اللتان بعدها تفسيرا للاقتران، وفي الكافي: صوتان مقرونان: وهو أظهر، والضمير في قوله: لشيعته راجع إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، أو إلى علي (عليه السلام)، والأخير أظهر، فالمراد أن صلاة غير الشيعة غير متقبلة، قوله: أطناب السماء لعله كناية عن الاطباق والجوانب قال الجزري: فيه ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها، أي ما بين طرفيها، والطنب: أحد أطناب الخيمة، فاستعاره للطرف والناحية. انتهى.
وفي الكافي، أطباق السماء.
أقول: يحتمل أن يكون خرق الاطناب والحجب من تحته صلى الله عليه وآله (1)، أو من فوقه أو منهما معا، وأن يكون هذا في السماء الرابعة، أو بعد عروجه إلى السابعة، والأخير أوقق بما بعده، فعلى الأول خرق الحجب من تحته لينظر إلى الكعبة، وعلى الثاني لينظر إلى الكعبة وإلى البيت المعمور معا، فوجدهما متحاذيين متطابقين متماثلين، ولذا قال:
ولكل مثل مثال، أي كل شئ في الأرض له مثال في السماء، فعلى الثاني يحتمل أن يكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور أو بعد نزوله في البيت المعمور، وعلى التقديرين استقبال الحجر مجاز، أي استقبل ما يحاذيه أو يشاكله، قوله: وأنت الحرام أي المحترم المكرم، ولعله إشارة إلى أن حرمة البيت إنما هي لحرمتك.

(1) سيأتي في الحديث 77: أن الحجب انخرقت حتى نظر إلى الأرض وكلم مع علي (عليه السلام) فاعلمه أنه خليفته من عند الله عز وجل.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410