بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٥٠
مع ذلك مضعفة، وليس يمتنع لو كانت صحيحة أن تكون المصلحة في الابتداء تقتضي العبادة بالخمسين من الصلوات، فإذا وقعت المراجعة تغيرت المصلحة، واقتضت أقل من ذلك حتى تنتهي إلى هذا العدد المستقر، ويكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد اعلم بذلك. فراجع طلبا للتخفيف عن أمته والتسهيل، ونظير ما ذكرناه في تغير المصلحة بالمراجعة وتركها أن فعل المنذور قبل النذر غير واجب، فإذا تقدم النذر صار واجبا وداخلا في جملة العبادات المفترضات، وكذلك تسليم المبيع غير واجب ولا داخل في جملة العبادات، فإذا تقدم عقد البيع وجب وصار مصلحة: ونظائر ذلك في الشرعيات أكثر من أن تحصى، فأما قول موسى (عليه السلام) له (صلى الله عليه وآله): إن أمتك لا تطيق فليس ذلك بتنبيه له (صلى الله عليه وآله)، وليس يمتنع أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يسأل مثل ذلك لو لم يقله موسى (عليه السلام)، ويجوز أن يكون قوله قوى دواعيه في المراجعة التي كانت أبيحت له، وفي الناس من استبعد هذا الموضع من حيث يقتضي أن يكون موسى (عليه السلام) في تلك الحال حيا كاملا، وقد قبض منذ زمان، وهذا ليس ببعيد، لان الله تعالى قد خبر أن أنبياءه عليهم السلام والصالحين من عباده في الجنان، يرزقون، فما المانع من أن يجمع الله بين نبينا (صلى الله عليه وآله) وبين موسى (عليه السلام) (1).
61 - علل الشرائع: القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن عمر بن عمران، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن جبلة المكي، عن طاووس اليماني، عن ابن عباس قال:
دخلت عائشة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال:
أما والله لو علمت حبي لها لازددت لها حبا، إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمد، فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟
قال: نعم، إن الله عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة (2)، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة، ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم (عليه السلام) في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة، ثم إني صرت إلى السماء الخامسة، ومنها إلى السادسة فنوديت: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ

(٩) تنزيه الأنبياء: ١٢٢.
(٢) في المحتضر: وفضلك خاصة عليهم أجمعين.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410