بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٣٥
الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له وشيعه مقربوها، فمر على شيخ قاعد تحت شجرة و حوله أطفال، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، قال: فما هؤلاء الأطفال حوله؟ قال: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم، ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي إذا نظر عن يمينه ضك وفرح، وإذا نظر عن يساره حزن وبكى، فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك آدم، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى، ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه فلم ير؟ منه من البشر ما رأى من الملائكة، فقال: يا جبرئيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا، فمن هذا الملك؟ قال:
هذا مالك خازن النار، أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا، وأطلقهم وجها، فلما جعل خازن النار اضطلع فيها اضطلاعة (1) فرأى ما أعد الله فيها لأهلها، فلم يضحك بعد ذلك، ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة، قال:
فأقبل فمر على موسى (عليه السلام) فقال: يا محمد كم فرض على أمتك؟ قال: خمسون صلاة قال: ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك، قال: فرجع ثم مر على موسى (عليه السلام) فقال: كم فرض على أمتك؟ قال: كذا وكذا، قال: فإن أمتك أضعف الأمم، ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك فإني كنت في بني إسرائيل، فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا، فلم يزل يرجع إلى ربه عز وجل حتى جعلها خمس صلوات، قال: ثم مر على موسى (عليه السلام) فقال: كم فرض على أمتك؟ قال: خمس صلوات، قال: ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك، قال: قد استحييت من ربي مما أرجع إليه، ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمان فناداه من خلفه فقال: يا محمد اقرأ أمتك عني السلام وأخبرهم أن الجنة ماؤها عذب، وتربتها طيبة قيعان بيض (2) غرسها " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا وقوة إلا بالله " فمر أمتك فليكثروا من غرسها، ثم

(1) في نسخة من المصدر: اطلع اطلاعة وهو الصحيح (2) في المصدر: فيها قيعان بيض.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410