الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له وشيعه مقربوها، فمر على شيخ قاعد تحت شجرة و حوله أطفال، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، قال: فما هؤلاء الأطفال حوله؟ قال: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم، ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي إذا نظر عن يمينه ضك وفرح، وإذا نظر عن يساره حزن وبكى، فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك آدم، إذا رأى من يدخل الجنة من ذريته ضحك وفرح، وإذا رأى من يدخل النار من ذريته حزن وبكى، ثم مضى فمر على ملك قاعد على كرسي فسلم عليه فلم ير؟ منه من البشر ما رأى من الملائكة، فقال: يا جبرئيل ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا، فمن هذا الملك؟ قال:
هذا مالك خازن النار، أما إنه قد كان من أحسن الملائكة بشرا، وأطلقهم وجها، فلما جعل خازن النار اضطلع فيها اضطلاعة (1) فرأى ما أعد الله فيها لأهلها، فلم يضحك بعد ذلك، ثم مضى حتى إذا انتهى حيث انتهى فرضت عليه الصلاة خمسون صلاة، قال:
فأقبل فمر على موسى (عليه السلام) فقال: يا محمد كم فرض على أمتك؟ قال: خمسون صلاة قال: ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك، قال: فرجع ثم مر على موسى (عليه السلام) فقال: كم فرض على أمتك؟ قال: كذا وكذا، قال: فإن أمتك أضعف الأمم، ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك فإني كنت في بني إسرائيل، فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا، فلم يزل يرجع إلى ربه عز وجل حتى جعلها خمس صلوات، قال: ثم مر على موسى (عليه السلام) فقال: كم فرض على أمتك؟ قال: خمس صلوات، قال: ارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عن أمتك، قال: قد استحييت من ربي مما أرجع إليه، ثم مضى فمر على إبراهيم خليل الرحمان فناداه من خلفه فقال: يا محمد اقرأ أمتك عني السلام وأخبرهم أن الجنة ماؤها عذب، وتربتها طيبة قيعان بيض (2) غرسها " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا وقوة إلا بالله " فمر أمتك فليكثروا من غرسها، ثم