بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٣٤
هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل، ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة (1) من حطب كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها، فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا صاحب الدين يريد أن يقضي فإذا لم يستطع زاد عليه، ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة وسمع صوتا، قال ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجدها وهذا الصوت الذي أسمع؟ قال: هذه جهنم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أعوذ بالله من جهنم، ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة، وسمع صوتا فقال: ما هذه الريح التي أجد (2)؟ وهذا الصوت الذي أسمع؟ فقال: هذه الجنة، فقال: أسأل الله الجنة، قال: ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة و يؤتى بالمفاتيح وتوضع عند رأسه، فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق، فأخبروه فقال: ضاعفوا عليها من الحرس، قال: فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت المقدس فجاء جبرئيل (عليه السلام) إلى الصخرة فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح: قدحا من لبن، وقدحا من عسل، وقدحا من خمر، فناوله قدح اللبن فشرب، ثم ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر فقال: قد رويت يا جبرئيل، قال: أما إنك لو شربته ضلت أمتك وتفرقت عنك.
قال: ثم أم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد بيت المقدس بسبعين نبيا، قال:
وهبط مع جبرئيل (عليه السلام) ملك لم يطأ الأرض قط، معه مفاتيح خزائن الأرض، فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فكن نبيا عبدا، وإن شئت نبيا (3) ملكا، فأشار إليه جبرئيل (عليه السلام) أن تواضع يا محمد، فقال: بل أكون نبيا عبدا، ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل (عليه السلام)، فقالوا: من هذا؟ قال: محمد، قالوا: نعم المجئ جاء، فدخل فما مر على ملا من

(1) الحزمة: ما حزم وشد عليه الحزام من الحطب.
(2) في المصدر: أجدها.
(3) في المصدر: وإن شئت فكن نبيا ملكا.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410